ايهما اولا ... الكيميائية ام الموارد !!

26/05/2009 5
خالد صالح

طالعتنا شركة الكيميائية مؤخرا باتمام صفقتها الساخنة والتي امتدت فصولها لثلاث سنوات قضتها الشركة في التفاوض اشبهها بقصص افلام " بوليود " الهنديه عندما يموت البطل في منتصف الفلم ويعود حيا في اخره ليدخل البهجه في نفوس المساهمين قصدي المشاهدين، ولكن في صفقة الكيميائية كان يموت بطل ويحيا اخر ثم يموت الاول ويحيا الثاني ونحن نتمتع بالمشاهدة.

خلال الايام القليلة الماضية اعلنت الشركة عن اتمام صفقة الاستحواذ التي بموجبها تملكت الشركة التابعة " ستيكو فارما " حصة ملكية بنسبة 50 % من شركة " الدواء الطبية " بقيمة اجمالية 235 مليون ريال بعد تنازل شركة الموارد مشكوره وخروجها من الصفقة بنفس سعر الشراء!!.

ولما تضمنه هذا الموضوع من تشابك بين ثلاثة اطراف احدها يحمل مصالح لطرف ذو علاقة بالشركة استحق اعادة الشريط من الاول لفهم الاحداث بالتفصيل، حيث يعود بداية الحديث عن هذه الصفقة الى العام 2006 وبالتحديد في شهر مايو من ذلك العام حين اعلنت شركة الكيميائية عن قيامها بمباحثات جادة لدمج عمليات شركة الدواء معها، واستبشر المساهمين خيرا مع اشارة الشركة للفائده المتوقعه من تكامل النشاط المتشابه نسبيا و زيادة الانتاجيه، وبعدها بشهر واحد فقط اعلنت الشركة عن مفاوضات ومباحثات جديدة ولكن هذه المره مع شركة " الموارد التجارية " متوقعه ايضا فوائد من تكامل انشطة الشركات الثلاث، واستمتع المساهمين بالمشاهده!.

استمرت مباحثات الكيميائية لمدة عامين تقريبا في هدوء تام حتى طالعت المساهمين في شهر مايو من العام 2008 بايقاف المفاوضات مبرره ذلك بعدم توصل الاطراف الثلاثة لاتفاق، نامت الامور مره اخرى لمدة شهرين حتى جاءت الشركة باعلان جديد ولكن هذه المره حاسم بالاستحواذ على 15 % من شركة الموارد التجارية بقيمة بلغت 135 مليون ريال، وتضمن الاعلان اشاره الى ان الصفقة تمت بعد استحواذ شركة " الموارد التجارية " على 50 % من شركة الدواء، ثم عادة الشركة لتخبرنا هذا العام بتغيير كلي في سيناريو الفلم بعد استقالة المخرج وموت البطل الثاني وعودة البطل الرئيسي!.

بعيدا عن الطريقة التي تمت بها الصفقة فعملية الاستحواذ بصيغتها النهائية قد تكون مرضية للكثير من المساهمين ، فالاستحواذ على شركة تملك 200 صيدلية وايراداتها كما قالوا تقدر بنحو 500 مليون ريال عوضا عن التكامل بينها وبين شركة " ستيكوفارما " لتشابه النشاط قد يكون ايجابيا لمسقبل الشركة، ولكن على السماهمين الا ينسوا مراجعة حسابتهم واعادة النظر في حجم الثقة الممنوح للادارة.

لا يخفى على المتابع للسوق ما اثاره هذا الموضوع من حيره و جدل بين اوساط المتداولين و احيانا شك وريبه تولدت مع الغموض و التضارب في اعلانات الشركة، فتصرف ادارة الشركة بهذا الخصوص لا شك انه كان بعيدا عن الحكمه خصوصا مع ارتباط الموضوع بطرف ذو علاقة.

كثيرة هي التساؤلات التي تنتظر الاجابة، فمن حق المساهم ان يسأل لماذا لم تمرر هذه الصفقة على المساهمين في الجمعية العمومية خصوصا وانها اخذت هذا الوقت من التفاوض؟؟ ... و متى وكيف ولماذا  دخلت " الموارد " اصلا طرفا في الصفقة؟؟؟؟... ومادامت الصفقة جيده لماذا تنازلت عنها " الموارد " بنفس سعر الشراء الم يقولو في الامثال " جحا اولى بلحم ثوره "!!... الا يحق لنا ان نسال ادارتنا القديره ايهما جاء اولا البيضة ام الدجاجه؟؟