وتفيد بأيه يا ندم ..

05/11/2009 5
حجاج حسن

" وتفيد بأيه يا ندم .. وتعمل أيه يا عتاب ".. كانت كلمات لإحدى روائع كوكب الشرق" أم كلثوم" ويبدو أنها كانت من مضاربي البورصة, أو أنها كانت على دراية تامة بما ستفعله البورصة بأصحابها من المستثمرين والمضاربين.. فتركت لهم هذه الكلمات .. حتى لا يفقدوا صوابهم ويخرجوا عن شعورهم عند خسارتهم في البورصة...

فكلمة " الندم " ليس لها مكان في عالم الاستثمار في البورصة, ولكن الأهم هو كيفية الاستفادة من الأخطاء السابقة ومحاولة علاجها, حتى يمكن تعويض ما فات.... "" والي فات مات "

ولكن الحمد لله لم تمت فقد كتب الله لها النجاة.. هي تلك الزوجة (26 سنه) التي كانت أخر ضحايا البورصة, والأزمة المالية التي أصبحت رعبا يهدد بيوتنا العربية.

 وذلك عندما فقد زوجها (31 سنه) المضارب في البورصة المصرية كل أمواله, ليفقد وعيه وصوابه عقب خسارته نحو 600 ألف جنيه, كانت هي كل ما لديه بعد بيعه لمحلين للمجوهرات كان يمتلكهم, وذلك للعمل في مجال الأسهم وسوق المال, وعندما حدث ذلك لم يجد أمامه سوى زوجته وطفليه ليلقيهم من شرفة منزله الواقع في الطابق الرابع في إحدى محافظات القاهرة.

لقد خسرت البورصة في أقل من عشرة جلسات نحو 700 نقطة, حيث وصل مؤشرها الرئيسي لمستوى 6550 نقطة بعدما أخترق حاجز السبعة ألاف وأقترب من مستوى 7300 نقطة في الأسبوع الماضي, بفعل عمليات جني الأرباح التي أطاحت بمعظم الأسهم دون استثناء والذي كان الزوج أحد ضحايا تلك العمليات.

و بعيدا عن الزوجة ونجاتها, وعن الزوج ونهايته, وعن طفليهما وما جرى لهما, فهل يمكن أن يكون هذا هو حال أسواقنا المالية, وتكون هذه هي نتاج التعامل في الأسهم والبورصات, سواء العربية أو الخليجية....  إذن ما هو الحل ؟؟؟

وأخيرا ... هي همسة في أذن الزوجات, وخاصة المصريات, إذا كان زوجك ممن يستثمرون في الأسهم, فحاولوا ان تبتعدوا هذه الأيام عنهم وعن الدخول في نقاش معهم أو أي حوارات عن البورصة وما يدور فيها, فالبورصة المصرية في هذه الأيام تذهب إلى طريق مسدود.. مسدود.. مسدود.