بقلم : أول إس. هانسن استهلت أسواق السلع شهر أكتوبر الجاري متخذةً موقفا دفاعيا في ضوء انخفاض أسعار الأسهم على خلفية البيانات الاقتصادية التي جاءت أسوأ من المتوقع.
وسوف يراقب المتعاملون في الأيام المقبلة مؤشر الأسهم ستاندرد أند بورز 500 عن كثب بعد انخفاضه عن مستوى 1034 دولارا أمريكيا يوم الخميس الماضي. وقد تركت تقارير النشاط الصادرة من مديري المشتريات في الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة ومنطقة اليورو الأسواق تعاني قبيل انطلاق موسم أرباح الربع الثالث في الولايات المتحدة في السابع من أكتوبر الجاري. كما ارتفع معدل البطالة إلى أعلى مستوى له منذ 26 سنة في ضوء مواصلة أصحاب العمل تقليص الوظائف. وسوف يشهد يوم الأربعاء المقبل متابعة الائتمان الاستهلاكي عن كثب بعد أن انخفض الشهر الماضي انخفاضا مفاجئا بمقدار 21.6 مليار دولار.
في هذه الأثناء، بدأ سعر صرف اليورو يشهد ضعفا إلى حدّ ما أمام سعر صرف الدولار الأمريكي، منخفضا إلى أدنى مستوى له منذ ثلاثة أسابيع عند 1.4480 يورو وذلك قبل الدعم المهم عند 1.4440. في الوقت نفسه، رأينا سعر صرف الين الياباني يرتفع أمام سعري صرف كل من الدولار الأمريكي واليورو، وهو ما يدل عادة على أن الاستعداد لتحمل المخاطر في تناقص.
وجاء رد فعل النفط الخام قويا تجاه بيانات التخزين الأمريكية الأسبوعية حيث عاود ارتفاعه إلى مستوى 70 دولارا أمريكيا للبرميل بعد أن بلغ مستوى متدنيا يبلغ 65 دولارا أمريكيا للبرميل. وفي الوقت الحالي، يبدو أن الاتجاه الصعودي محدود نوعا ما حيث أشارت البيانات الاقتصادية خلال هذا الأسبوع إلى أن الاقتصاد الأمريكي مازال في غمرة الركود. علاوة على ذلك، سوف تلعب حالة عدم اليقين من اتجاه الدولار الأمريكي والأسهم دورها في الإبقاء على سقف للاتجاه الصعودي في الوقت الحالي.
من منظور فني، نجد عقود النفط الخام تسليم شهر ديسمبر عالقة داخل نطاق بين مقاومة خط الاتجاه عند مستوى 71.90 دولارا أمريكيا للبرميل ودعم المتوسط المتحرك لمدة 100 يوم عند مستوى 67.80 دولارا أمريكيا للبرميل. أما النطاق الخارجي فيتراوح الآن بين 65 دولارا أمريكيا للبرميل و75 دولارا أمريكيا للبرميل.
عاد المتعاملون في الغاز الطبيعي إلى وضع الإمدادات خلال الأسبوع الماضي بعد أدى الانتعاش الذي دام شهرا كاملا إلى رفع الأسعار بنسبة 67 في المائة. أعلنت وزارة الزراعة الأمريكية ارتفاع الإمدادات الأرضية من الغاز الطبيعي بمقدار 64 مليار قدم مكعب لتكون 3.589 ترليون قدم مكعب، وهو رقم قياسي جديد ويمثل ارتفاعا بنسبة 16 في المائة عن مستويات العام الماضي.
ومن منظور فني، هناك فجوة بين خريطة شهر التسليم الفوري انخفاضا إلى مستوى 4.035 دولار أمريكي للمليون وحدة حرارية بريطانية يخشى أن يتم جسرها. وهذا من شأنه أن يشير إلى انخفاض آخر بنسبة 10 في المائة عن مستويات الأسعار الحالية لشهر التسليم الجديد نوفمبر. ويتوافق مستوى الـ4 دولارات أمريكية مع المتوسط المتحرك لمدة 200 يوم، ومن ثم فسوف يكون مستوى دعم جيد.
ويواصل الذهب تعاملاته المتذبذبة على جانبي مستوى الألف دولار أمريكي، مع بروز البائعين عند أي زيادة طفيفة في الأسعار نظرا للفائض في مراكز المضاربة الطويلة. وقد بدأ بعض من خيبة الأمل يطفو إلى السطح في ظل شعور المستثمرين بالقلق من ضرورة حدوث تصحيح في الأسعار قبل المحاولة التالية لوصول الذهب إلى أعلى مستوى له في 2008 عند 1032.70 دولارا أمريكيا للأوقية. وتراجعت المخاوف من التضخم بدرجة أكبر حيث انخفضت التوقعات الآجلة إلى 2.85 في المائة من مستواها في أغسطس الماضي عند 3.31 في المائة (انظر الرسم البياني التالي).
ولم يؤدّ القلق بشأن عافية أسواق الأسهم ونحن مقبلون على موسم أرباح الربع الثالث إلى رفع الأسعار، والأهم من ذلك أن احتمال ارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي يمكنه أن يدفع الأسعار إلى الانخفاض. من منظور فني، نوصي المستثمرين بالاحتفاظ بالمراكز الطويلة في الذهب فوق 985 دولارا أمريكيا للأوقية، ولكن على أن يجنوا الأرباح عند اقتراب الأسعار من 1020 دولارا أمريكيا للأوقية ويبحثون عن مستويات أفضل من أجل الشراء. ونوصي بالمراقبة عن كثب لأي انخفاض دون مستوى 970 دولارا أمريكيا للأوقية؛ حيث إن هذا من شأنه أن يكون مؤشرا على حدوث تصحيح أعمق وأطول مما سيضطر كثيرين إلى تعديل توقعاتهم على المدى القريب.
وتواصل أسواق الحبوب وبذور الزيت مراقبة التنبؤات الجوية بدقّة ونحن ندخل موسم الحصاد في الولايات المتحدة الأمريكية. وتعدّ المخاوف من نزول الصقيع التي رأيناها منذ أسبوعين العامل الرئيس الذي يمكنه أن يعوق ما يُتوقع أن يكون حصادا قياسيا بالنسبة لفول الصويا وثاني أكبر حصاد بالنسبة للذرة. وسوف تقوم وزارة الزراعة الأمريكية بتحديث تقديراتها الحالية فيما يتعلق بالمحصول وتوقعاتها فيما يتعلق بالإنتاج والعرض والطلب في التاسع من أكتوبر الجاري.
وتبقى عقود الذرة تسليم شهر ديسمبر حبيسة النطاق الذي يتراوح بين 300 دولار أمريكي و350 دولارا أمريكيا للطن المتري، حيث تماسكت الأسعار رغم توقعات جني محصول قياسي. وينبغي لحدوث ارتفاع في الأسعار فوق 350 دولارا أمريكيا للطن المتري أن يطلق تحركا سعريا في اتجاه أعلى مستوى للمحصول بلغه في أغسطس عند 376 دولارا أمريكيا للطن المتري.
في هذه الأثناء، نجد عقود فول الصويا تسليم شهر ديسمبر تتلكأ في قعر نطاقها الذي يتراوح بين 880 دولارا أمريكيا و1035 دولارا أمريكيا للطن المتري، وذلك في ظل الضغط الذي تمارسه توقعات الحصاد القياسي على الأسعار. ونوصي المستثمرين بترقب تجاوز الأسعار مستوى 940 دولارا أمريكيا للطن المتري، ذلك أن من شأنه أن يطلق تحركا سعريا إلى الوراء نحو 977 دولارا أمريكيا للطن المتري.