تعدّدت حالات التعثُّر المالي بالشركات المدرجة بالسوق المالي وفي قطاعات مختلفة، وتكمن الخطورة في أنها شركات ضخت فيها مدخرات المواطنين والتي دفعوا فيها مليارات عبر الاكتتابات، أو التي ضخوها كاستثمارات مباشرة بأسهم الشركات بعد الإدراج، وفي كل الحالات لم يكن للمساهمين أي دور في رئيسي في القرارات التي اتخذت أو قد تتخذ لبعض الشركات التي تمر بنفس إشكالية التعثر وخطر الإفلاس، فنسب الملكية التي تحسم القرار كلها تصب في وجهة نظر مجلس الإدارة وما يراه من حلول، فخلل الملكيات ووزنها في قوة اتخاذ القرار، رغم أن الخلل أساساً هو من صنع يد الإدارات بالشركات وليس المساهمين، فهم بذلك يفرضون حلولاً تغطي أخطاءهم بل ويتم طلب المال لإصلاح وهيكلة الخلل المالي من المساهمين الذين لا حول ولا قوة لهم في التأثير على القرارات حتى لو عارضوها، فنسب الملكيات تحسم التصويت، يضاف لذلك عدم تطبيق كامل بنود الحوكمة خصوصاً التي تتعلق بقدرة المساهمين على كشف واقع الشركة والتأثير على سير عملها، كما أن تأخر صدور نظام الشركات يتسبب بخلل المراقبة والمتابعة والتطوير لأداء الشركات ومعايير ضبط إدارتها.
وتبقى مشكلة ضعف الإفصاح والشفافية الدور البارز حالياً بضعف الثقة بالشركات وما تعلنه، إذ لابد أن توضح الأخبار بتفصيل عميق مجريات عمل الشركات، فإخفاء المعلومات هو السمة البارزة، إذ تصدر الشركات إخبارها بعموميات لا قيمة لها، فماذا يعني ان تعلن شركة أنها حصلت على عقد أن توضح التكلفة التقديرية المرجحة والربح المتوقع، فما يعلن بأن أثر العقد سيظهر بنتائج الشركة عند إعلان نتائجها الفصلية أو السنوية، وهذا لا يعني أنها ستحقق ربحاً من العقد، كما أن عدم إجبار الشركات المحاسبية التي تتولى تدقيق وفحص القوائم بإصدار بيانات منفصلة في حال كانت لها ملاحظات على الشركة يتم فيه إيضاح الملاحظات وتأثيرها وخطورتها كطرف آخر، يضعف قيمة المعلومات التي تورد فيها الملاحظة بعبارات قصيرة لا يفقهها إلاّ المختصون، كما أن غياب تقارير شركات الأبحاث عن شرح وتقدير ووضع المستثمر بصورة محددة، تساعده على اتخاذ قرار واضح، كلها سلبيات تضاف لتساهم بتعميق مشاكل الشركات أمام المستثمر الذي سيصل لقراره بوقت متأخر، كون المعلومات حجبت عنه.
أيضاً يضاف لذلك غياب أو تأخر صدور الأنظمة الصارمة التي تمنع التلاعب أو إخفاء المعلومات، وتغلظ العقوبات لحد السجن والغرامات الكبيرة التي ستسهم بضبط عمل الإدارات مع منح المساهمين القدرة بإقصاء مجالس الإدارات أو الإدارات التنفيذية وفق شروط محددة، بالإضافة لما يحتاجه السوق من أنظمة ترتبط بالحماية من الإفلاس، وبنفس الوقت لابد من تطوير سوق التمويل وتوسيع خياراته أمام الشركات المساهمة، وذلك بالفرض على الشركات أولاً بالحصول على تقييمات ائتمانية تخضع للمراقبة دائماً، قبل أن تطرح الشركات للاكتتاب كي تضبط قواعدها المالية وتخضع للرقابة المستمرة وتستفيد من خيارات التمويل، كما يفترض أن تمنع الاكتتابات التي تقوم على مبدأ التخارج، لأنّ ذلك يفقد بعض ملاّكها المؤسسين الكثير من الحماس للحفاظ عليها، فإحدى الشركات التي تواجه مصير الإفلاس جمع ملاّكها من بيع حصة ثلاثين بالمئة ملياري ريال، أي ضعف رأس مال الشركة عند طرحها، فلو طرحت الشركات لتمويل مشاريع لها لوجدت المال الكافي لذلك، وبقيت قوية مالياً ولن تواجه أي مشاكل مالية بنشاطها إلا بحدود ضيقة.
أصبح تعثر الشركات ظاهرة وهو ما قد يتسبب بالإحجام عن ضخ الاستثمارات من المواطنين، ويفقد الثقة بالسوق المالي وتتعطل المشاريع الإنتاجية، ولابد من اتخاذ خطوات سريعة لإنقاذ مستقبل الاستثمارات وتأسيس إدارات تفتيش وضبط محاسبي، على غرار ما هو معمول به بالأسواق العالمية، حتى تتعدد مصادر الحماية للشركات والمستثمرين والقطاع الخاص بالاقتصاد الوطني.
الامانة أولآ
من الاسباب الرئيسه: 1-كذلك استمرار صاحب الشركه كرئيس لمجلس الادارة و ادارة الشركة ...، و اختيار اعضاء مجلس الادارة ممن يثق بهم و ليس من اهل الكفاءة و الذمه. 2-ضعف مشاركه المساهمين في متابعه الشركة و اعمالها من خلال حضور الاجتماعات و اختيار اعضاء اللجان الرقابيه (المراجعة و الحوكمة...)ايضاء من الاسباب. 3-يجب الاهتمام بتطبيق الحوكمة و تفعيل الدور الرقابي لأدارات المراجعة الداخليه. 4-اختيار مكاتب المحاسبين القانونيين يجب ان يتم على اسس خبرتها في مجال عمل الشركات و عدم الاكتفاء بالمكاتب الكبيرة فقط.
بربررته واجده بدون تركيز او صراحة!! كتاب صحف ورقية ! ملينا منكم
اخي الكريم aziz2111 لست مطالبا بمتابعتنا فليس كل موضوع قد يعنيك او يهمك او قد تفهمه من اول قراءة شكراً لك
اخي الكريم FAlhafy شكرا لمشاركتك واتفق معك فيما فصلت
الأخ الكاتب ،، شكرآ لك لتسليط الضوء على الكثير من النقاط ذات الأهمية. و يا حبذا لو ركزت على تثقيف المساهمين لمعرفة حقوقهم كملاك و المطالبة بها . تقبل مروري .
الاخ واقعي شكرا لمرورك وان شاء الله بمقالات قادمة نتناول ما اقترحته خالص تحياتي
هل تصبح ظاهرة التعثر السمة الغالبة في الشركات العائلية؟ وما مدى تأثير هذه الظاهرة على دخول المستثمر الأجنبي للسوق السعودي؟ لك خالص الشكر كاتبنا المبدع الأستاذ / محمد العنقري.
أستاذ محمد تقول: وتبقى مشكلة ضعف الإفصاح والشفافية الدور البارز حالياً بضعف الثقة بالشركات وما تعلنه، إذ لابد أن توضح الأخبار بتفصيل عميق مجريات عمل الشركات!! ألا ترى أن هذه المشكلة وغيرها مصدره القصور في عمل الجهات الحكومية، وهنا الاتهام يوجّه لهيئة السوق المالية!! إذا زادت فعالية وكفاءة الاجهزة الحكومية زانت الأمور وتحسنت، يعني لا يمكن انتظار مبادرة الشركات لتقوم بما يجب عليها القيام به، أو أن ننتظر منها مبادرة بالالتزام بأنظمة السوق دون وجود صرامة من الهيئة وشكراً لمقالاتك الثرية لغوياً ومضموناً
الاخ الكرين نقطة على الحرف فعلا يخشى ان تصبح ظاهرة مادامت تطرح وتراقب بالطرق الحالية بل ان الخوف الاكبر هو احجام المستثمر المحلي عنها لانه المتضرر الاكبر خالص الشكر والتقدير
تصحيح الاخ الكريم
الاخ الكريم مدير المحفظة اتفق معك فهذه انظمة يجب ان تكون دقيقة ومفصلة والالتزام فيها غير قابل لادنى تجاوز والمسئولية هي على الجهات الرسمية المعنية هيئة السوق ووزارة التجارة تقبل خالص تحياتي
أخي الكريم محمد العنقري شكراً على هذا المقال الرائع .... في الحقيقة لقد أثرت موضوع حساس فكم نحن بحاجة إلى إعادة ضبط الكثير من الأمور الهامة التي أصبحت من واقع السوق وتحديداً مستوى الشفافية والإفصاح .... فالواقع مرير ومؤلم للغاية ونحتاج مزيد من الضغط على الشركات المدرجة على الرغم من الجهود المباركة التي تقوم بها الهيئة إلا أنه ومع الأسف مازالت الكثير من الشركات لا ترتقي لمستوى السوق المالية السعودية .... !!!! .... ومرة أخرى شكراً على هذا الموضوع الرائع ودمت بود
الاخ العزيز سلمان الهواوي بالفعل اصبحت الشفافية هي الاستثناء وليست القاعدة شكرا لمرورك
الاخ الفاضل / محمد العنقرى اشكر لك اثارة هذا الموضوع الهام وما ينبغى ان نعرفه ان تعميق اسواقنا المالية لا يكون فقط بعدد الشركات الكثير وفى احجامها الكبيرة وانما ينبغى زيادة درجات الافصاح والشفافية والالتزام بها ...!! وكذلك اعمال قواعد الحوكمة واجراءات الرقابة والضبط الداخلى كل ذلك يؤدى الى تعميق الاسواق وزيادة معدلات الثقة بها ...!! اكرر شكرى وتقبل خالص تحياتى د . جمال شحات
استاذنا د جمال الشحات اشكر لك مرورك بالفعل الاسواق بلا معلومات وضبط للشركات بالحوكمة تصبح كالنفق المظلم وتسيطر عليها المضاربة الغوغائية تقبل خالص تقديري