النمو ذلك الشيء الساحر الذي يصعد بأسعار الأسهم ويحقق الأرباح ويزيد من الاقتراض والمبيعات ويدفع بالشركات الى التوسع . هل اصبحنا مدمنين للنمو السريع حتى اصبح هبوط النمو لأي شركة ولو بنسبة بسيطة يهز كثيرا من سعرها. مالذي ادى الى ذلك النمو الكبير في جميع الاحوال ؟
زيادة عدد السكان احد المسببات بالطبع , عدد سكان العالم ازداد من 2.5 بليون في عام 1950 الى مايقارب السبعة مليارات نسمة حاليا هذا الأزديدا الكبير دفع بالنمو الإقتصادي كثيرا وفي نفس الوقت استهلك الكثير من الموارد الإقتصادية خاصة الناضبة منها .
ومن الجهة الأخرى التقدم التكنولوجي دفع بذلك النمو بعيدا وكما هو معروف ان التغير في التكنولوجيا يؤدي الى تغير إجمالي الناتج المحلي الكامن
(Potential GDP) مما يعني امكانية انتاج المزيد من الخدمات والبضائع دون الوصول الى ما يدعا بال (overheated economy ) والوصول الى نسبة التوظيف الكامل للاقتصاد(لايعني ذلك وصول نسبة البطالة الى صفر).وبالتالي توليد النمو بشكل كبير او بنسب مرتفعة –لا اريد ان اغفل ان النمو السكاني له دور في ذلك لاكن بوتيرة اقل .
لو اخذنا الصين مثالا فنسبة النمو في اجمالي الناتج المحلي كانت بنسب عالية 9% او اكثر في الخمس السنين الماضية وكذلك الدول الاخرى كالبرازيل والهند كوريا وان كانت بنسب نمو اقل لكن كان نمو عاليا وفي فترة وجيزة .
كل ذلك النمو يعزز من اقتراض الشركات والأفراد على امل النمو بشكل اكبر واكبر في السنين القادمة ورسم الصور الوردية عن الإقتصاد والإزدهارحتى وصل حال بعض الشركات للهوس بذلك النمو بنسب عالية ربما تضر بالشركة على المدى الطويل وتؤدي الى استهلاك الموارد المتاحة للشركة بشكل كبير وفي وقت وجيز والأمر نفسة ينسحب على إقتصاديات الدول وما ازمة الديون الااثار لإدمان ذلك النمو والأزمة المالية تظهر بوضوح حجم ذلك الإدمان على النمو حتى وصل حال بعض اكبر الشركات في العالم واكثرها احتراماً ومهنية للمخاطرة بشراء اصول رديئة وبمخاطر كبيرة لتنمو وان كان ذلك الى حين ,وأوضح مثال على ذلك (subprime mortgages) وماهي إلا من تلك الادوات التي استخدمت لتضخيم النمو وأدت في النهاية الى كارثة الرهن العقاري بالولايات المتحدة.
وان كان البعض مشككاً في القادم ففي الجدول مايوضح الهبوط في مستوى النمو (اجمالي الناتج المحلي) حتى وصل الى اقل من 1% لبعض الدول وانكماشا في الإقتصاد العالمي ب اربع اعشار من المائة (الفرق بين 2012 و 2011) وان كانت تلك الأرقام مبنية على توقعات .
اخيرا رسالة الى جميع مدراء الشركات : اوقفو شرهكم الكبير للنمو الغير معقول فدوام الحال من المحال .