كتبت منذ عامين عن الازمة العالمية وهل كانت ازمة مالية ام اقتصادية ..؟ وقلت ان البعض تسائل متى تنتهى الازمة المالية العالمية؟!!
فكانت اجاباتهم : لقد انتهت..!! فيعيد السائل سؤاله متعجبا كيف انتهت..؟!! ونحن كل يوم نسمع عما يحدث فى اليونان والبرتغال واسبانيا والمجر وايرلندا وقبرص عن ازمات متتالية ومشاكل متعددة…!! كيف انتهت؟ أو حتى اوشكت على الانتهاء وكل يوم نسأل كما يسأل غيرنا الم تنتهى الازمة ونبدأ مرحلة التعافى..؟!!
والناس حائرون ويطلبون من رجال الاقتصاد وعلماء المالية والاستثمار ان يدلوهم على الصحيح بدلا من الحيرة والتوهان..!!! ويفسرون لهم هل هى ازمة واحدة ام عدة ازمات متتالية ..!!
ثم نجد البعض يقول ان هناك أزمة اقتصادية خانقة تؤثر على دول منطقة اليورو بل اوربا بأسرها… بل الادهى والامر اننا نتأثر تأثرا بالغا من جراء هذه الازمة الاقتصادية الخانقة…!!
وهاهى اسواقنا المالية فى دبى والسعودية ومصر تتعرض لذبذبات حادة ولانخفاضات غريبة دون ان نعرف ما السبب…!! فيخرج علينا المحللون بأن السبب هو الازمة الاقتصادية الخانقة التى تتعرض لها بلدان اوربا وامريكا واسواقها…!! فيصيح العامة الم تقولوا لنا بأنتهائها وان بوادر الانتعاش بدأت وعلامات التعافى قد ظهرت…!!
والعجيب اننا نجد اسواقنا المالية تنتابها حالات هبوط حاد وغير مبرر بعد كل ازمة او مشكلة تعترض طريق دول اليورو او حتى امريكا (لان المشكلة لديهم اصبحت اخف ) وتجعلنا نتسائل عن العلاقة بيننا وبينهم .
وهل هى علاقة مباشرة او غير مباشرة بين اسواقهم وازماتهم وبين اسواقنا المالية ..؟!!
ولماذا اسواقنا عالية المخاطر فهى تهتز لكل مشكلة او ازمة تحدث فى اى بقعة من بقاع الارض ويخرج علينا المحللون – وما اكثرهم – ويفسرون بان هذه الشركة او تلك تأثرت نظرا لانها تعمل فى قطاع ذى علاقة مباشرة بالاسواق العالمية ولذلك حدث هذا الانخفاض او الاهتزاز ناهيك عن الهبوط الحاد ..!!
وقد راينا الاثار القوية لازمة البنوك والمصارف الاوربية وتخفيض التصنيف الائتمانى للعديد من البنوك العالمية من قبل مؤسسات التصنيف الائتمانى .
ولكن من المؤكد ان هذه الازمة لها تأثير مباشر على اسواقنا المالية وقد بدأت بوادر ذلك بحدوث تباطؤ فى معدلات النمو لدى معظم اسواقنا وتوقع بحدوث المزيد من هذا التباطؤ فى الفصل المقبل وهاهو البترول يتجه نحو اكبر خسارة فصلية فى اسعاره منذ الازمة العالمية وما لذلك من تأثير مباشر على اسواقنا ولاشك فى حدوث ذلك ..!!
لقد رأينا أكبر وأعرق المؤسسات المالية الدولية في أمريكا وأوروبا تتعرض للهبوط والانهيار… فكيف حدث ذلك؟ ولماذا هي “أزمة مالية” أكثر منها “أزمة اقتصادية”؟ فهي أزمة في القطاع المالي ولكنها تهدد بإغراق الاقتصاد بأكمله.
والجواب لقد بدأت الازمة مالية… واصبحت اقتصادية ..!!
لقد بدأت الازمة بالرهن العقارى بالولايات المتحدة الامريكية ثم انطلقت تلامس اوروبا ودول اليورو ثم تهزها بعنف وتنتقل أزماتهم لتؤثر فى اسواقنا بصورة كبيرة وفى بعض الاحيان باكثر من اصحاب الازمة وهذا ما يجب ان نلتفت اليه ولا نقلل من تأثير تلك الازمات ونتأكد باننا لسنا فى جزيرة منعزلة عن العالم بل نتأثر بها وهذا هى الاجابة عن السؤال الهام نعم هى ازماتهم ولكن التأثير والتداعيات تصيب اسواقنا المالية بصورة مباشرة او غير مباشرة ... ولابد ان نعى ذلك ..!!
الله اسال ان يخفف اثار تلك الازمات على اسواقنا المالية وشعوبنا وبالله التوفيق ...