اعتقد اننا لا نختلف كثيرا اذا قلت ان النموذج الاقتصادى الاسلامى كان ولا يزال على المحك على إثر التداعيات المندرجه تحت مايسمى "بالازمه الماليه العالميه" .... واعتقد ايضا ان التساؤل يبدو منطقيا عن النموذج واين يقف بعد ان كثر الكلام عليه فى الصحافه ,الفضائيات والمؤتمرات.
وحقيقه لانكران لاهميه النموذج بعد ان عاش العالم تجاربه مع النظم الاقتصاديه الوضعيه من رأسماليه وشيوعيه فلما لايجرب النموذج الاسلامى؟؟؟ ورغم ان الحديث قد خفت بعض الشىء عن النموذج الاسلامى والصيرفه الاسلاميه الا ان رصد التجربه هام وضرورى لنقف على مقدار التفاعل معها. وفى رأيى الشخصى فاننا لم ننجح الى حد كبير فى تقديم النموذج بطريقه سليمه او لم نقدمه اصلا, بل قدم هو نفسه للاخرين او تم اختياره ودراسته من قبل الاخر دون الرجوع الينا.
وحقيقه فان النموذج سوق نفسه بنفسه-بتشديد الواوِِ- دون الرجوع الينا وكانت فوائد البنوك الكبرى حول العالم والتى حامت حول الفائده الصفريه خير داع للنموذج بجانب ابحاث خاصه قام بها بعض المتخصصين الغربيين . ومما ساعد فى عدم تقديم النموذج بشكل قوى وفعال هو عدم تبنيه من قبل جهات حكوميه ... فهذه الصبغه الحكوميه ستكون فاعلا هاما فى ابراز النموذج بلا شك وكان اهم من التقديم هو التطبيق الذى يمثل الحل العملى لان كل التجارب الاقتصاديه الاسلاميه التى نراها داخل عالمنا العربى هى تجارب خاصه بأصحابها ورغم كونها لاقت نجاحا وقبولا الا انها لاتكفى كى تتسع القاعده لتشمل "كتله جغرافيه" مؤثره واعتقد ان هذا –فى رأيى- سيضع عقبات روتينيه امام "البنك الاسلامى الكبير" الذى تحدث عنه صالح كامل ،رئيس المجلس العام للبنوك والمؤسسات المالية الإسلامية والذى يهدف الى التنميه بشكل اساسى فى البلدان الاسلاميه فهل ستكون الطريق ممهده من قبل الحكومات امام هذا البنك وتوجهاته التنمويه الاسلاميه؟
بالطبع نحن متفائلون لهذا الامرلانه احد الحلول القويه للخروج من "احراجات اقتصاديه" تعيشها بعض الدول التى ركبت قاطره الخصخصه وكأنها الخلاص من ازماتها فاذا بها تقع فى فخ البطاله وفرض مزيد من الضرائب والمشكلات الاجتماعيه المصاحبه للنموذج الرأسمالى ، والذى بات اصحابه يتخلون عنه بشراء اصولهم وسنداتهم ببلايين الدولارات. لاشك ان النموذج الاقتصادى الاسلامى الشامل يحتاج الى رعايه وعنايه ونحن ينقصنا الكثير والكثير حتى تكتمل طلته ... فنحن نحتاج الى انشاء معاهد صيرفه اسلاميه تقوم بتدريس اصول فقه المعاملات والبيوع الاسلاميه، بل ربما لا ابالغ ان قلت اننا بحاجه الى معاهد وكليات تهتم بامر الاقتصاد الاسلامى وليس مجرد اقسام منزويه داخل كليات الاقتصاد والتجاره التقليديه.
اننا بحاجه الى تفعيل آليات الفكر الاقتصادى الاسلامى بشكل صحيح وهذه مهمه ليست سهله ، فهى تحتاج الى تضافر جهود ضخمه كى تخرج الى النور بشكل صحيح ، لانه من غير المعقول الا نجد العالم الذى يفتى "اقتصاديا" بشكل سليم فيما يخص التعاملات الاسلاميه والا نجد المصرفى الذى يطبق القواعد والاصول الاسلاميه والا نجد ايضا المصرف الاسلامى الذى يلبس ثوب الاسلام قلبا وقالبا. وهذا يجرنا مره اخرى للحديث عن التدخل الحكومى وفاعليته وقدرته على اعطاء دفعات وليست دفعه للسير بنا نحو نموذج اسلامى يعتمد على المشاركه فى المخاطره والربح، لانموذج يتخفى وراء الستار فى ثوب مشتقات كى يهرب من المخاطره ويستأثر بربح لا يستحقه اعتقد انه آن الاوان لذلك