تأثر أداء البورصة هذا الأسبوع بموجة التراجعات التي لحقت ببورصات العالم على خلفية ما أفرزته الانتخابات اليونانية والفرنسية والبريطانية مؤخرا من رفض شعبي لسياسات التقشف، بما بات يهدد بفشل برامج الإصلاح المالي في أوروبا. وعلى الصعيد المحلي شهد الأسبوع مجموعة من الأخبار المتفرقة عن أنشطة الشركات تعلقت بشركات دلالة وكيوتيل وبنك الدوحة والوطني، وكان أهمها الخبر الخاص بحصول الوطني على مرتبة أكبر البنوك الخليجية. وكان يوم 9 مايو يوماً مهماً باعتباره آخر أيام اكتساب الأحقية في اكتتاب كيوتيل الذي سيبدأ يوم 14 مايو، ونتيجة لذلك انخفض سعر سهم كيوتيل يوم الخميس لمت داون أو 10%. وشهد الأسبوع أيضاً ارتفاعاً جديدا في حصة الأفراد في جملة تداولات البورصة إلى 64.7%، مقارنة بـ 61.3% في الأسبوع السابق، مع انحسار موجة المضاربات على أسهم بعض الشركات التي شهدتها البورصة في الأسابيع السابقة. وبالنتيجة حدث تراجع في كافة مجاميع البورصة بما فيها المؤشر العام أو إجمالي التدولات أو الرسملة الكلية.
وفي تفصيل ما حدث، أشير إلى أن المؤشر العام قد ارتفع في يومين وانخفض في ثلاثة، وسجل في محصلة تداولات الأسبوع انخفاضاً ملحوظاً بنحو 121.6 نقطة، وبنسبة 1.40 % دون إقفال الأسبوع السابق، ليصل إلى مستوى 8548.3 نقطة. كما انخفض مؤشر جميع الأسهم بنسبة 0.34% إلى 2053.6 نقطة. وجاء انخفاض المؤشرين على النحو المشار إليه محصلة لانخفاض أسعار أسهم 27 شركة، وارتفاع أسعار أسهم 13 شركة، واستقرار اسعار أسهم شركتين. ومن حيث التصنيف القطاعي؛ انخفضت خمسة مؤشرات قطاعية هي القطاع العقاري بنسبة 1.12%، وقطاع البنوك بنسبة 0.14%، وقطاع النقل بنسبة 0.1.10%، وقطاع الصناعة بنسبة 0.95%، وقطاع السلع الاستهلاكية بنسبة 0.98%، فيما ارتفع مؤشر الاتصالات نسبة 1.13%، ومؤشر قطاع التأمين بنسبة 2.17%. وقد بدا الارتفاع في مؤشر قطاع الاتصالات غير منطقي وغير منسجم مع الانخفاض الذي طرأ على سهمي كيوتيل وفودافون خلال الأسبوع (!!!!). ومع انخفاض المؤشرات فإن الرسملة الكلية للسوق قد انخفضت بمقدار 11.9 مليار ريال إلى مستوى 458.8 مليار ريال.
وقد سجل سعر سهم كيوتيل أعلى نسبة انخفاض بلغت 11.29%، يليه سعر سهم الأهلي بنسبة 9.9%، فسعر سهم الرعاية بنسبة 9.86%، ثم سعر سهم أزدان بنسبة 8.18%، فسعر سهم دلالة بنسبة 7.81%، ثم سعر سهم المجموعة الإسلامية بنسبة 5.48%. وفي المقابل ارتفع سعر سهم العامة للتأمين بنسبة 14.94% ثم سعر سهم زاد بنسبة 5.26%، فسعر سهم المناعي بنسبة 4.99%، ثم سعر سهم السينما بنسبة 2.79%، فسعر سهم مزايا بنسبة 1.99%، فسعر سهم الكهرباء بنسبة 1.34%.
وقد انخفض إجمالي التداول لأول مرة في أربعة أسابيع بنسبة 28% ليصل إلى نحو 1834.9 مليون ريال بمتوسط يومي 367 مليون ريال، مقارنة بـ 2548.8 مليون ريال، وبمتوسط يومي 509.8 مليون ريال في الأسبوع الذي سبقه. وقد شكلت التداولات على أسهم الشركات الست الأكثر تداولاً ما نسبته 56.6% من إجمالي التداولات وبقيمة 1039 مليون ريال، وكانت على الترتيب لسهم دلالة بقيمة 237.7 مليون ريال، فسهم مجموعة المستثمرين بقيمة 219.4 مليون ريال، ثم سهم كيوتيل بقيمة 159.8 مليون ريال، فسهم الريان بقيمة 156.5 مليون ريال، فسهم مزايا بقيمة 136.3 مليون ريال، فسهم التجاري بقيمة 129.3 مليون ريال.
وقد انفردت المحافظ القطرية للأسبوع الثاني على التوالي بعمليات الشراء الصافي وبمبالغ كبيرة بقيمة 292.5 مليون ريال، في مواجهة مبيعات من بقية الفئات؛ حيث باعت المحافظ الأجنبية صافي بقيمة 212.5 مليون ريال، وباع الأفراد القطريون صافي بقيمة 14.5 مليون ريال، فيما باع الأفراد غير القطريين صافي بقيمة 65.5مليون ريال.
وبالمحصلة فإن أداء البورصة قد شهد انخفاضاً ملحوظاً هذا الأسبوع يرجع في جانب منه إلى الأجواء العالمية، وإلى انتهاء موسم النتائج والتوزيعات، وانخفاض سعر سهم كيوتيل بسبب الاكتتاب القادم في زيادة رأسمال الشركة يوم 14 مايو. وقد خفت حدة المضاربات على الأسهم الخفيفة بعد أن وصلت أسعار كثير منها إلى مستويات عالية، فحدثت عمليات تصريف وبيع هبطت بأسعار أسهم تلك الشركات فلم تسجل مستويات جديدة من الارتفاع. على أن أهم ما أسفر عنه الأسبوع هو هبوط المؤشر دون حاجز الدعم 8600 نقطة ووصوله إلى مستوى 8548 نقطة، بما قد يحمل في طياته مزيداً من الانخفاض في الأسبوع القادم، خاصة وأن الاكتتاب في زيادة رأسمال كيوتيل سوف يستقطب جزءاً من السيولة المتاحة لدى المتعاملين.
ويظل ما كتبت رأي شخصي يحتمل الصواب والخطأ، وهو محاولة لشرح ما جرى بالأرقام والمعلومات المستقاة من تقارير إدارة البورصة، ولا يحمل بالتالي أية دعوة خاصة للبيع أو لشراء أسهم شركات بعينها،،،، والله جل جلاله أجل وأعلم،،،