تاريخياً عندما تقابل الصحف أحد المسئولين، ويسألونه عن رأيه في موضوع الواسطة، فإن كثيراً منهم، يجيب جواباً تقليدياً يقول: «أنا أرفض الواسطة، ولكنني أقبل الشفاعة»!! وإلى اليوم لا أفهم الفرق بين الاثنين، لأن من يطلب واسطة، أو شفاعة، فهو يراهن على وزن، وثقل من يطلب واسطته، أو شفاعته. أي أن العامل المهم في الموضوع، هو أهمية الوسيط لدى الطرف الثالث، وليس طالب الوساطة، أو الشفاعة، وبالتأكيد أن التخريجات اللغوية هي تخريجات لا تنطلي على أحد، ولا تغير من حقيقة أنهما كلمتان مترادفتان، لولا أن كلمة واسطة قد اكتسبت سمعة سيئة، حتى أصبح معروفاً أن يقال إن ما حصل عليه فلان هو بسبب قدرة حرف «الواو». وأصبح لزاماً البحث عن كلمة أخف وقعاً، والمحصّلة النهائية للواسطة، أو الشفاعة، هو استخدام النفوذ لتحقيق منفعة لمن لا يستحقها، عن طريق تدخل ذلك الطرف الخارجي.
دعوني أقص عليكم تجربة شخصية، وأنا متأكد بأن هناك الكثير من القصص، والحالات المماثلة: اتصل بي ذات يوم أحد المسئولين الكبار، وامتدح شخصاً له علاقة قرابة بأشخاص مهمين، وأرسل لي سيرته الذاتية، وإذا بخلفيته العمل في إدارة العلاقات العامة، في إحدى الغرف التجارية، في حين أننا في القطاع الصناعي في الجبيل بحاجة إلى من لديه إما خلفية مالية، أو اقتصادية، أو صناعية. وعندما تحدثت مع صاحب السيرة الذاتية، اقتنع هو أنه لا يصلح للأعمال الموجودة لدينا. وبعد عدة أشهر، لاحظت تصريحاً لذات الشخص، مع صورته، وقد أصبح مسئولاً عن مرفق حكومي هام له طبيعة خاصة، لا يمكن لموظف علاقات عامة أن يديره. !!
أنا أقبل أننا مجتمع تكافلي، ونواجه بالكثير من الإحراجات من جماعاتنا، وليس هناك أسوأ من أن يوصف شخص من قبل جماعته بـ «أنه ما فيه خير لجماعته»!! ولكن الشعوب المتقدمة لم تتقدم، حتى تخلّصت من ذلك الإرث العائلي، والعشائري، والقبلي، والمناطقي، والمذهبي، في التعيينات. وبدأت في استخدام معايير الأداء، والكفاءة، والمفاضلة المتجردة من أي تأثيرات، لغرض التعيين، والترقية... إلخ.
هل هناك أمل في أن نخرج من ذلك العالم الضيق، إلى العالم الأرحب؟! اعذروني إن خيّمت عليّ مسحة من التشاؤم!!
ما يحدث لدينا من واسطة أو شفاعة هى محور الفساد الرئيسى وهى سبب معظم المشاكل التنموية لدينا ، تلك الشفاعة التى تبتدأ من مكتب الوزير وهو القدوة حتى أصغر من موظف حكومى ، فحينما يرحل معاليه فعلى موظفيه الرحيل واستبدالهم بمواطنيه حتى وصل الأمر الى سيطرة مناطق محددة على وزارات محددة .. ، الجميع يدرك حجم معاناة من لا يجد من يشفع له ! الشفاعة المحموده هى التى لا يترتب عليها أى التزام سلبى تجاه آخر ، وهذا غير موجود الا فى أضيق نطاق مهما حوال الفاسدين تبرير وجوده !!
س: ماهو الفرق بين الواسطة و الشفاعة ؟ ج : الواسطة ما يحصل عليها غيرنا. اما الشفاعة هي ما نحصل عليه نحن. س: هل هناك أمل في أن نخرج من ذلك العالم الضيق، إلى العالم الأرحب؟ ج : لا .
من وجهة نظري الواسطة هي استخدام النفوذ لتحقيق منفعة لمن لا يستحقها، عن طريق تدخل طرف خارجي.... والشفاعة هي استخدام النفوذ لتحقيق منفعة لمن يستحقها، عن طريق تدخل طرف خارجي.
الاخ سليمان انت خير العارفين. وتميز بمهاره الفرق وتبعاته ولكن هل الامر يتعلق بضبابية الرؤيا(المسيره). او بتصدع استراتيجيات. او بمهزلة تنفيذيه من كل صوب وحدب. الواسطه اهانت الشفاعه. واللهم اجعلنا من من تحق لهم الشفاعه يوم الحساب
أستاذ سليمان لدينا ماهو أنكى من الواسطه او الشفاعه وهو (( مرته أخت مرتي)