في الوقت الذي انعقدت فيه فعاليات معرض قطر المهني الخامس في الأسبوع الماضي، كانت إدارة الإحصاء تصدر تقريرها الخاص بإحصاءات العمالة والتشغيل في دولة قطر وفقاً للنتائج التي أسفر عنها مسح قوة العمل بالعينة الذي أجرته الإدارة في مارس 2011. وتستحق هذه البيانات الوقوف عندها للتعرف على أهم خصائص وملامح قوة العمل، والتعرف على ما طرأ عليها من تغير مقارنة بآخر مسح مماثل تم إجراؤه في عام 2009. الجدير بالذكر أن أخبار المعرض المهني قد أشارت إلى أن الشركات قد تلقت في مجموعها نحو 12600 طلب فإلى أي حد تتفق هذه الأرقام مع بيانات إدارة الإحصاء عن العاطلين عن العمل والباحثين عنه؟
نشير بداية إلى أن مسح قوة العمل يقسم السكان في سن العمل-وهم الفئات العمرية 15 سنة فأكثر- إلى فئتين رئيسيتين: الأولى فئة النشيطين اقتصادياً (أي قوة العمل) وهم ينقسمون إلى مشتغلين ومتعطلين، وفئة السكان غير النشيطين اقتصادياً وهم من كانوا خارج قوة العمل إما للتفرغ للدراسة أو لأعمال البيت أو بسبب العجز وما شابه. وقد تبين من نتائج المسح ما يلي:
1- أنه من بين عدد السكان البالغ 1.7 مليون نسمة في مارس 2011، كان عدد من هم في الفئات العمرية 15 سنة فأكثر نحو 1.47 مليون نسمة، وتوزع هؤلاء بين 1.28 مليون نسمة في قوة العمل، و195 ألف سنمة خارج قوة العمل، وتوزعت قوة العمل بين 1.27 مليون مشتغل و 7200 عاطل عن العمل.
2- أن عدد العاملين القطريين قد بلغ 74.3 ألف منهم 27.3 ألف من الإناث و 50.1 ألف من الذكور، وقد شكل القطريون في عام 2011 ما نسبته 5.8% من إجمالي قوة العمل في قطر، في حين شكل غير القطريين النسبة المتبقية وهي 94.2%.
3- أن عدد العاطلين عن العمل من بين القطريين قد بلغ 3073 نسمة؛ منهم 307 من الذكور و2730 من الإناث، وبالتالي فإن نسبة البطالة بين القطريين قد بلغت 3.92%، وهي 1.72% بين الذكور منهم و 7.95% بين الإناث القطريات. أما نسبة البطالة الكلية في المجتمع فتبلغ 0.56%، وهي بين غير القطريين 0.32%. وهذه النسبة الأخيرة قد لا تكون دقيقة، إذ قد يكون هناك من يكون على كفالة أحد القطريين ولكنه لا يعمل، ولا يفصح عن ذلك. ومن بين العاطلين من القطريين أبدى أكثر من نصفهم أو نحو 1624 شخص عدم رغبته العمل في القطاع الخاص.
4- أن 73.9% من العاملين القطريين أو نحو 55.2 ألف يعملون في الحكومة، وهم يشكلون ما نسبته 54.3% من إجمالي العاملين في هذا القطاع البلغ عددهم 101.7 ألف..
5- أن 12.1% من العاملين القطريين أو نحو 9107 يعملون في مؤسسات وشركات القطاع العام، وهم يشكلون ما نسبته 20.5% من إجمالي العاملين في هذا القطاع البلغ عددهم 44.4 ألف.
6- أن 5.5% من العاملين القطريين أو 4134 شخص يعملون بالقطاع المختلط( حكومي وغير حكومي)، وهم يشكلون ما نسبته 10.8% من إجمالي العاملين بهذا القطاع وعددهم 38.8 ألف.
7- أن 8.4% من العاملين القطريين يعملون في القطاع الخاص سواء لحسابهم أو بأجر لدى الغير، وأنهم يشكلون ما نسبته 0.66 % من إجمالي العاملين بهذا القطاع البالغ عددهم 952.6 ألف.
8- أن من بين غير النشيطين اقتصادياً كان هناك 36.9 ألف قطري وقطرية متفرغين للدراسة، إضافة إلى 27.1 ألف قطرية متفرغة للأعمال المنزلية، وإجمالي النوعين يساوي 64 ألف قطري وقطرية يشكل معظمهم -إضافة إلى العاطلين عن العمل- مددا احتياطياً لسوق العمل، وهو ما يفسر العدد الكبير من المتقدمين لمعرض قطر المهني مقارنة بعدد العاطلين الفعليين. كما أن الرغبة في تغيير الوظيفة إلى أفضل منها من بين العاملين فعليا يظل سبباً آخر لتفسير تقديم 12600 طلب للعمل للشركات في المعرض.
9- أن نسبة الأمية بين القطريين النشيطين اقتصادياً تصل إلى نصف بالمئة، وهي 0.2% لدى الإناث، و 0.8% لدى الذكور منهم.
10- ولدواعي المقارنة ودراسة التطور التاريخي نجد أن إجمالي عدد العاملين في قطر قد تضاعف في خمس سنوات من 536 ألف في عام 2006 إلى 1.277 مليون في عام 2011، وأنه في مقابل 741 ألف وظيفة جديدة تم استحداثها في الفترة المشار إليها حصل القطريون على 17 ألف وظيفة منها فقط. وقد تباطؤ نمو عدد العاملين في آخر ثلاثة أعوام حيث ارتفع إجمالي العاملين بعشرة آلاف وظيفة فقط، حصل منها القطريون على 3200 وظيفة وذهب الباقي لغير القطريين.
11- كذلك يلاحظ أن نسبة القطريين في قوة العمل في البلاد قد تراجعت من 11.3% في عام 2006 إلى 5.9% في عام 2009، ثم انخفضت قليلاً في عام 2011 إلى 5.8%.