من عيوب تحليلات سوق الأسهم

02/04/2012 6
سعود الأحمد

الملاحظ خلال الأشهر الماضية، أن سوق الأسهم السعودية في حالة تذبذب سعري تصاعدي ساخن. ولمواكبة ذلك، يقدم البعض تحليلات لما يحدث.. بهدف ترشيد قرارات المستثمرين. وهناك من يعمل جاهدا لتشمل هذه التحليلات ما يوضح أسباب هذا التنامي المفاجئ في المؤشر بوجه عام، ويعطي توقعاته لتوجهات كل قطاع.. والبعض يجد المبرر لتسليط الأضواء على أوضاع بعض الشركات. ولعل لمثل هذه المجهودات ما لها وما عليها.

لكنني أرى أن الكاتب الاقتصادي والمحلل المالي مهما حاول مواكبة الأحداث، إلا أن طبيعة حراك الأسواق المالية، وبالأخص سوق الأوراق المالية وتأثير العوامل والأحداث المحلية في هذه الأسواق والتقلبات العالمية، تجعل من بعض التحليلات الصحافية مصدر تضليل للمستثمرين، بدلا من كونها ترشيدا لهم! فواقع الحال بالنسبة للعمل الصحافي، أنه يوجب على الكاتب والمحلل المالي أن يقدم المادة الصحافية قبل يوم أو يومين من تاريخ النشر، حتى تتم إجراءات التحرير والنشر والتوزيع الصحافي.

وفي كثير من الأحيان يكتب المحلل المالي رأيه في السوق في ظل معطيات وعوامل قد تتغير بصدور قرار ما أو بحدوث حدث ما. ومثل هذه الأحداث من شأنها أن تقلب رأي هذا المحلل المالي رأسا على عقب. ومن الطبيعي أن الكاتب عندما يرسل مشاركته للصحيفة لا يكتب الوقت الذي كتب فيه رأيه (بالساعة والدقيقة)، وأنه في ظل المعطيات التي كانت متاحة للرأي العام في تلك اللحظة.

ثم إن لي رأيا في تحليل قطاع دون آخر لإبراز نقاط الضعف أو القوة فيه. فكثير من العوامل المؤثرة التي تنطبق على قطاع ما نجدها تنطبق على قطاعات أخرى، وإن اختلفت نواحي التأثر ودرجته، أو ربما نقاط ضعف أو قوة من نوع آخر! كما أن للبعض صبغته الشخصية ككاتب أو كمسؤول تحرير، فتراه يميل للبحث عن العيوب لكي ينبه المجتمع منها. ولذلك أعتقد أنه من باب العدل أن يكون التحليل شاملا، ولا يختص بقطاع دون آخر، وأن يتحرى صاحب القلم ومسؤول التحرير ألا يختص بالنقد قطاع دون غيره. لأن مثل هذه الانتقادات تسبب للسوق والمستثمرين أضرارا مالية بالغة! أو قد يستغل مثل هذا النهج لإفادة البعض على حساب السوق والمجتمع! ناهيك عن قصد شركة بعينها بالنقد والتحليل. فمثل هذا السلوك الفردي يجب أن يقنن، لأنه يسبب أضرارا للسوق والمستثمرين وحملة أسهم هذه الشركة بوجه خاص.

والأمر الآخر: أن الرأي المجرد لا يلقى الاحترام اليوم، بل وينظر له على أنه كلام مرسل! فالمرء يستطيع أن يرمي بمقولة أن سوق الأسهم السعودية مقبل على كارثة جديدة، أو أنه مؤهل لاستمرار صعود المؤشر فيه.. لكن هذا ليس هو المهم! وإنما المهم أن تؤسس رأيك على معطيات وعوامل موضوعية مؤكدة، حتى يستطيع المستفيدون أن يحكموا على جودت هذا الرأي أو التحليل. ولأنه وحتى لو لم تصدق توقعاتك وخفيت عليك عوامل أو صدرت بعد تحليك؛ فإن رأيك يبقى محل احترام.

ولذلك، فإنني أشيد بالكتاب والمحللين الفنيين والاقتصاديين الذين يدرسون السوق بنظرة شمولية. وإذا كان ولا بد، يكون التحليل لقطاع ما، مع تحري العبارات المتحفظة في وصف تأثير الأحداث والتوقعات المستقبلية للرؤى والتوقعات المستقبلية.