قد تُدخل عقلك في جدليات لا أوّل لها من آخر، وفي نهاية الأمر ستعود لنقطة الصفر التي بدأت منها! غير أنك هذه المرة ستكون مُثقلاً بأفكارٍ غير مجدية، تقوم فقط بإشغال ذهنك وتخفيض كفاءته، وأحياناً تعطيله! هذا قد يكون «نافذة» جيدة لترى ما نحن عليه الآن من جدال بين «هجوم» أو «نقدٍ» إعلامي واسع النطاق، يُضاف إليه «الغليان» القائم عبر صفحات التواصل الاجتماعي، التي صنعت بدورها مزيداً من القوة والانتشار لصوت الفرد، هذا من جهة.
من جهةٍ أخرى؛ نجد «الدفاع» المستميت من قبل الأجهزة الحكومية عن أدائها المثبط، أو حتى المُعطّل للتنمية، ما أفضى إلى انتشار مؤشرات أداء غير مقبولة في أي مساحة من الزمن أو المكان خارج أسوارها، فيما تقرأ العجب العجاب داخل أروقتها عبر تقاريرها «إن كان لها تقارير»، أو عبر تصريحات كبار المسؤولين في تلك الجهة الحكومية.
جدلٌ من نمط «أيهما الأول؛ الدجاجة أم البيضة»! جدلٌ يُصنّف بامتياز في البرنامج التلفزيوني العالم ثالثي «حوار الطرشان»! القصور في الأداء الحكومي يتزايد، والنقد والجدل الإعلامي يتزايد، وانتقاد مواقع التواصل الاجتماعي يتواصل، ومن عجبٍ أن جميعها تتقدم إما للأمام أو الخلف؛ وفي الوقت ذاته السيئ يتفاقم إلى أسوأ، والأسوأ يتفاقم إلى مزيدٍ من السوء، بل ويتسبب في خلق مساوئ جديدة! لنصل كما يبدو إلى الواقعة الكارثية، المتثملة في صدامٍ مروع بين ما يُسمّى بأنظمة عمل تلك الجهات الحكومية من جهة، ومن جهةٍ أخرى اختلالاتٍ جرثموية في واقعنا!الأجهزة الحكومية لا تعترف بالتقصير والخطأ، ومن ثم فلا يمكن أن تعترف بالنقد والحوار مع الرأي العام! والطرف الآخر ممثلاً في الرأي العام أعيتهُ الحيلة في كيفية التوصّل إلى «الأُذن» التي يمكن أن يصل عبرها صوتها الناصح إلى طاولة القرار في أية جهة من تلك الجهات.. وللحديث بقية.
الحكومه السعوديه تتميز بالبطء الشديد والحذر البالغ فى خطواتها بينما يتميز الشعب السعودى بحركاته الاقتصاديه السريعه لهذا تحصل الاختلالات