أول «لماذا» بحجم مجموعتنا الشمسية: حينما يتم تشخيص المشاكل التنموية والاقتصادية لدينا! ونوفّق في إيجاد الحلول المناسبة لها، لا نجد تلك الحلول تتدفق نحو الساحات الساخنة التي تعجُّ بتلك المشاكل والمعوقات؟! لا تسألنَّ عن أمثلة فجمجمة كل واحدٍ منّا تحمل منها ما الله به عليم.
«لماذا» أخرى بحجم مجرة درب التبانة: حينما تتدفق الحلول المناسبة لمواجهة مشاكلنا التنموية والاقتصادية الحيوية، نُفاجأ بأن تلك المشاكل تتفاقم بأكثر مما كانتْ عليه؟! عجبي.. رغم أن تلك الحلول كانتْ الأنسب في إطار مناقشتها قبلاً، ما الذي حدث؟ وأين الخطأ يا تُرى؟ هل تحركتْ «فيروسات» المشاكل تأهباً واستباقاً للحلول، لتصبح أكثر مناعةً وحصانة ضد دواء حلّها وإنهائها من الجذور؟
و»لماذا» أُخريات بعددٍ يصل بها إلى تعداد المليون! تقرأ بعضها في الصحف وعبر صفحات الإنترنت، وتشاهد بعضها عبر شاشات البرامج الحوارية الجادة، وتستمع إلى بعضها من خلال البرامج الإذاعية الحانقة؛ التي حتى من علقمها المر الذي دفعتْ به إلى أُذنيك، لا تُلقي بالاً لفنانٍ أو فنانةٍ بأغنية تافهة المعنى واللحن جاءتْ (كفاصلٍ غنائي ثم نعود)!
هذا عدا بقية الأعداد من «لماذا» التي تستحضر جنّياتها في رأسك بين ساعةٍ وأخرى؛ إما وأنت مستلقٍ جسدك من الإرهاق في منزلك (المستأجر)! أو وأنت «تتمخطرُ» في الشوارع المزدحمة في مدينتك بسيارتك (المؤقسطة)!
آخر «لماذا»! لماذا هذا الصداع المزمن من هذه الـ «لماذا»؟ وكيف لي ولك ولهم ولهن أن نتخلّص منها؟ هل من طبيبٍ لديه العلاج حتى وإن كان علاجاً شعبياً (يلحقنا فيه) لإخماد هذه النار المؤججة في الجمجمة التي اسمها الظاهر «لماذا»، واسمها الباطن نستعيذ بالله من ذكره في أوراد الصباح والمساء.
الجواب يعرفه الأغلبية .. العقليات التى ما زالت تمارس نفس أسلوب التفكير ولم تحد عنه أو تتطور لمستوى يلبى التحديات لعدم قدرتها وقابيلتها على ذلك ، وخوفها من المجهول الذى قد يكشف هشاشيتها وضعفها ، وأن استنادها الى المزيد من الفوضى قد ينقذها من الفعل الحقيقى ومواجهة التحدي والأخذ بالطروحات الوطنية لاستنفاذ كافة الجهود والثروات والامكانات الى أقصى مدى .