إنه لمن الملفت ومنذ أول حرفٍ كُتب في الخطط التنموية في مطلع السبعينيات الميلادية من القرن الماضي سواءً في السعودية أو في بقية دول المجلس، أن الهدف الإستراتيجي (الجميل) والأول لتلك الخطط التنموية تمثل في (زيادة تنوع القاعدة الإنتاجية، وتخفيف الاعتماد على النفط)، فماذا تحقق من هذا الهدف التنموي البالغ الأهمية؟! باستثناء اقتصاد دبي الذي تجاوز هذا الهدف كثيراً في العقدين الأخيرين، فلم تستطع بقية الاقتصادات في المجلس طوال أربعين عاماً مضى أن تتجاوز القيم المضافة من صناعاتها التحويلية نسبة %12 من إجمالي اقتصاداتها، وعلى الرغم من إنفاق ما يناهز أربعة تريليونات دولار طوال تلك الفترة على توسيع حدود الاقتصادات المحلية، عبر تشييد وتطوير البُنى التحتية من موانئ ومطارات دولية وطرق ومدن صناعية، وتأسيس العديد من الشركات والمصانع ومن ثم تخصيصها، إضافةً إلى الإنفاق الحكومي الهائل على العديد من المشروعات التنموية وصل في السبعينيات الميلادية إلى نحو %60 في المتوسط من إجمالي الاقتصاد الكلي، إلا أن النتائج على أرض الواقع لم تصل حتى إلى عُشر المأمول! هل من خللٍ هنا؟! وهل التفتت أي من أجهزة التخطيط الإستراتيجي في دول ذلك المجلس إلى هذا الخلل الهيكلي الفادح؟ أم أن تخدير تقارير منجزات التنمية (كمياً) وضعنا في منطقةٍ سرمدية من الاسترخاء، ومن ثم تم الاكتفاء (إعجاباً) بما هو لا يكاد يُذكر أمام الارتقاء الاقتصادي المذهل الذي تحقق للنمور الآسيوية، الذي ما يزيد من غرابته إلى حدود الدهشة المفرطة أنه تأتّى عبر اقتراض تلك المجموعة الجسورة من شرق العالم للقروض البنكية من الغرب، التي توافرت لتلك البنوك الأمريكية والأوروبية تحديداً من الفوائض المالية الضخمة لدول مجلس التعاون خلال الفترة 1975-1984.
ابق على اطلاع بآخر المستجدات.. تابعنا على تويتر
تابِع
قد يبدو ما ذكر ووضع الجميع فى منطقة الإسترخاء والوهن والإكتفاء بالكفاف التنموى وأفرز لنا إقتصادات ريعيه على مدى تلك الفترة الطويلة من عمر الشعوب هو نقص إرادة الفعل والتحدى ، وعدم وجود رسم وهدف واضح لطريق النمو والإزدهار ، مما أدى لتقزم هذا التحدى الوطنى والريادة الإقليمية الى رغبة فى العيش وجنوح الى الكسل والإحباط وعدم الثقة بالمسؤول والرغبة فى تولى زمام الأمور ! و أوجد بيئة فساد خصبة ، وأفراد يبحثون بما أوتوا من قوة عن المصالح الذاتية على حساب المصلحة العامة فى متوالية تنموية أخذتنا الى مستوانا الإقتصادى المتدنى ـ مقارنة بالثروات التى كان من الممكن أن تنقل الوطن الى آفاق لا يحلم بها الكثير منا ـ.. والملىء بالعقبات والمشاكل التنموية من بطالة ومواطنيين ليس لهم القدرة على قيادة التنمية بمستوياتهم العلمية وخبراتهم المتواضعه وفشل فى التعليم لعدم وجود استراتيجية موحده وواضحة والخدمات ومشاكل تنموية متعددة ، يقوم بعض المسؤولين الآن بوضع حلول لها بنشاط ويواجهون معضلات لا تنتهى ورغبات وطنية متصاعدة من الغيورين على الوطن للبدء فى وضع أسس لوطن جديد ،،،
خيرالكلام ما قل ودل. رائعة هذه الكلمات توجز بحق فشلنا التنموي. الم يحن بعد أن نتوقف عن التطبيل؟
المفترض ان يحاسب كل مسؤول حكومي لم يقم بدوره في تطبيق دور جهته الحكوميه ف ماخطط له