طغت الأجواء السلبية على أداء بورصة قطر للأسبوع الثاني على التوالي، وسجلت كافة المجاميع الرئيسية للبورصة تراجعات حادة شملت مؤشرات جميع القطاعات، والمؤشر العام والرسملة الكلية، وإجمالي التداولات. ويمكن الجزم بأن هذه التراجعات في مجملها قد حدثت لاعتبارات محلية، ذلك أن الأخبار الخارجية وفي مقدمتها خفض التصنيف الائتماني لتسع دول أوروبية من بينها فرنسا وإيطاليا قبل أسبوع لم يكن له تأثير يذكر، حيث عادت مؤشرات البورصات العالمية الرئيسية إلى التحسن خلال أيام الأسبوع. وقد جاءت أرباح الأهلي والمصرف وبنك الدوحة وفق التوقعات، مع توزيعات أقل من السنة الماضية قليلاً –أي 45% لكل من المصرف والدوحة، وأكثر من المتوقع في حالة الأهلي الذي قرر أن يوزع أسهما مجانية بنسبة 60%. وفي حين تراجعت أسعار أسهم كل من الدوحة والمصرف فإن سعر سهم الأهلي قد حلق عالياً "لمت أب" إلى 95.7 ريال.
وفي تفصيل ما حدث، نشير إلى أن المؤشر العام للبورصة قد انخفض بنحو 237.7نقطة وبنسبة 2.73% دون إقفال الأسبوع السابق ليصل إلى مستوى 8461.77 نقطة. وجاء انخفاض المؤشر العام على النحو المشار إليه محصلة لانخفاض أسعار أسهم 32 شركة وارتفاع أسعار أسهم 8 شركات، واستقرار أسعار أسهم شركتين دون تغير؛ منهما سهم السلام الموقوف عن التداول منذ ثلاثة شهور. وتوزع الانخفاض على جميع القطاعات بنسبة 2.86% لمؤشر قطاع لبنوك، و بنسبة 1.9% لمؤشر قطاع التأمين، وبنسبة 3.36% لمؤشر قطاع الصناعة، وبنسبة 2.25% لمؤشر قطاع الخدمات. وقد كان من نتيجة انخفاض المؤشر العام، وكافة المؤشرات القطاعية أن انخفضت الرسملة الكلية للسوق بمقدار 14.3مليار ريال لتصل إلى مستوى 440.3 مليار ريال، بعد انخفاض بمقدار 7.9مليار ريال في الأسبوع السابق.
وشهدت أحجام التداولات تراجعاً بنسبة 43.6% ليصل إجماليها إلى نحو 987.7 مليون ريال بمتوسط يومي 197.5 مليون ريال مقارنة بـ 1263.1 مليون ريال وبمتوسط 252.6 مليون ريال في الأسبوع الذي سبقه. وقد شكلت التداولات على أسهم الشركات الست الأكثر تداولاً ما نسبته 61% من إجمالي التداولات، وكانت على الترتيب لسهم الريان بقيمة 156.6مليون ريال، ثم لسهم صناعات بقيمة 113.1 مليون ريال، فسهم الوطني بقيمة 98.8 مليون ريال، فسهم بنك الدوحة بقيمة 85 مليون ريال، فسهم المتحدة للتنمية بقيمة 76.4 مليون ريال، فسهم المصرف بقيمة 73 مليون ريال.
وقد مُني سعر سهم أزدان بأكبر نسبة تراجع بلغت 9.30%، يليه سعر سهم التجاري بنسبة انخفاض 4.86%، فسعر سهم بنك الدوحة بنسبة 4.83%، فسعر سهم الريان بنسبة 4.66%، فسعر سهم قطروعمان بنسبة 4.29%، فسعر سهم الإسلامية للتأمين بنسبة 4.10%.
وفي المقابل حقق سعر سهم الأهلي أعلى نسبة ارتفاع بلغت 10%، ثم سعر سهم مجمع المناعي بنسبة 1.63%، فسعر سهم الخليج التكافلي بنسبة 1.60%، فسعر سهم الدوحة للتأمين بنسبة 1.03%فسعر سهم وقود بنسبة 0.39%، فسعر سهم الطبية بنسبة 0.25%.
ولوحظ أن المحافظ غير القطرية قد انفردت مجدداً بالبيع الصافي أمام جميع الفئات الأخرى؛ حيث باعت صافي بما قيمته 180.5 مليون ريال، فيما اشترت المحافظ القطرية بقيمة 104.7 مليون ريال، واشترى الأفراد القطريون صافي بقيمة 69 مليون ريال، في حين اشترى الأفراد غير القطريين صافي بقيمة 6.75 مليون ريال.
وبالمحصلة فإن أداء البورصة قد واصل تراجعه خلال الأسبوع بعد هزة الأسبوع السابق، وفي حين انكمش المؤشر العام بنسبة 2.73%، فإن الرسملة الكلية قد خسرت 14.3 مليار وعاد حجم التداول إلى أقل من مليار ريال، وشكل ذلك وضعاً غريباً واستثنائياً في مثل هذا الوقت من السنة. وقد فوجئ الكثيرون بهذه الأوضاع، وأقبل بعضهم على تسوية مراكزه المفتوحة خوفاً من تفاقم الخسائر لديه. ويمكن القول إن أحجار الشطرنج في البورصة قد تحركت إلى الخلف نقلتين جديدتين عاد بهما المؤشر قريباً من خط 8450 نقطة، وهو ما قد يفتح الباب نحو المزيد من الانخفاض إلى خط الدفاع التالي عند مستوى 8350، والذي إذا انكسر سنصل إلى أقل من 8200 نقطة.
ويظل ما كتبت رأي شخصي يحتمل الصواب والخطأ، وهو محاولة لشرح ما جرى بالأرقام والمعلومات المستقاة من تقارير إدارة البورصة، ولا يحمل بالتالي أية دعوة خاصة للبيع أو الشراء لأسهم شركات بعينها،،،، والله جل جلاله أجل وأعلم،،،