دعوة إلى هيئة الاتصالات

18/09/2011 5
سليمان المنديل

منذ دخول كل من الهاتف الجوال، وشبكة الإنترنت حياتنا، فقد حل علينا، بسببهما، ضيف ثقيل ثالث، استخدم تلك التقنيات الحديثة لمضايقتنا، وتنغيص حياتنا، وأعني بذلك الرسائل غير المرخصة، أو المرحب بها، وأكثرها إما دعايات لخدمات ومنتجات، أو محاولات نصب واحتيال، تتخفى وراء جوائز وحوافز مختلفة، أو مواد إباحية تحاول النفاذ إلى نسيج المجتمع، والغريب في الأمر أن تلك الدعايات لا تفرق بين من ترسل له، فتجد دعايات ترسل للرجال، وهي تخص احتياجات المرأة فقط، وبالعكس.

ولأننا حديثو عهد في استخدام تلك التقنيات، فإن من سبقنا من الشعوب الأخرى، وأعني الغرب، واليابان... إلخ، فقد عانوا من تلك المشاكل من قبلنا، وبلغ بهم الأمر أن سنّوا قواعد، وأنظمة لمكافحة ظاهرة الرسائل غير المرحب بها من قبل مستلميها، وكم أتمنى أن تقوم هيئة الاتصالات السعودية بسن قانون يحارب تلك الرسائل غير المرحب بها، وسيكون سهلا على الهيئة الاستعانة بما أقر من قوانين من قبل الدول الأخرى لمكافحة تلك الظاهرة، ولكنني هنا، ولفائدة القارئ والقارئة، سألخص النظام الذي أصدره مجلس الشيوخ الأمريكي، لمكافحة ظاهرة الدخول غير المرخص، وغير المرحب به، من قبل المستهلكين، والمسمى (Anti Spam Law).

وكانت مبررات إصدار النظام هي:-

1 – إن البريد الإلكتروني أصبح وسيلة مهمة للاتصال، والتواصل، من الناحيتين، الشخصية، والتجارية، ويساهم في نموها انخفاض كلفتها، وسرعتها، ولذلك لا بد من حمايتها من أيدي العابثين.

2 – بالمقابل فإن حركة البريد الإلكتروني أصبحت مهددة من قبل حركة البريد غير التجاري، غير المرخص لها، لأنها تأخذ من الطاقات الاستيعابية للشبكة، وتحمّل المستقبِل للرسائل غير المرخص لها تكاليف حفظ تلك الرسائل، والوقت اللازم لمراجعتها، ثم إلغائها. وقد تضيع الرسائل الهامة المطلوبة، في خضم الكم الكبير من الرسائل غير المرحب بها.

لكل ذلك سنّ مجلس الشيوخ الأمريكي نظاما يحكم عملية إرسال الرسائل التجارية الإلكترونية، وهي تشترط أولا أن يستأذن المُعلِن قبل الدخول، وفي حالة لم يؤذن له، فلا يحق له الاستمرار. كما يشترط النظام وضع العنوان الحقيقي للمرسل، ويمنع النظام أيضا تجميع عناوين إلكترونية لغرض الاتجار بها، أو تمريرها إلى طرف ثالث.

وختم النظام بوضع عقوبات تتضمن الحبس، والغرامة المادية، أو الاثنين معا، ومما يسهل الوصول إلى المخالفين في هذه الحالة، هو استخدام التقنية الحديثة لتتبع المخالفين إلكترونيا.

نحن هنا في بداية الطريق، ولكن نمو استخدام تقنيات التواصل الحديثة في المملكة، هو نمو كبير جدا، وحبذا لو تتصدى هيئة الاتصالات السعودية لتلك الظاهرة، قبل أن تتفاقم.