سبحان الله... كنت قد كتبت فى مقالى السابق (منتهى الحلم ...!!!) عن اللقاء التلفزيونى مع الدكتور / محى الدين الغريب وزير المالية الاسبق وعددت مناقبه ومواقفه وكيف تم التعامل مع رجل استطاع ان يقف بجانب الطبقة الكادحة والمواطن الشريف الفقير فى كل قرارته التى اتخذها اثناء توليه منصبه الوزارى.... وقد كانت تلك المواقف وهذه القرارات نابعة من رؤية واضحة لدى هذا الوزير بانه يجب عليه ان يكون وزيرا فى حكومة شريفة ترعى مصالح الشعب وتقف بجانبه وتخشى الله عز وجل فيما اوكل اليها ....!!!
بل لقد دفع الرجل ثمنا باهظا لهذه المواقف المحترمة من الفاسدين والمفسدين واصحاب المصالح ...!!!
دفع الرجل من حياته وحريته الكثير حتى من الله عليه بالحرية والتوفيق واخرجه مما دبره له هؤلاء الفاسدون ونجاه مما حاكوه له ...!!
وكنت كتبت مقالا سابقا ايضا ( قرار السياسى ... ومحنة الاقتصادى ...!!!)
عن الوزير السابق الدكتور / يوسف بطرس غالى والذى كان ايضا وزيرا لنفس الوزارة التى تولاها د . محى الغريب الا وهى وزارة المالية .
ولكن شتان بين الرجلين .... وشتان بين الوزيرين .... وشتان بين الوزارتين فى العهدين المختلفين ....!!!
شتان بين الرؤية والمنطلق والواجب بل شتان بين القرارات والمواقف والاجراءات التى اتخذها كل منهما ...!!!
تلحظ ان المنطلق لديهما مختلف .... فواحد همه الاكبر ان يقف بجوار الشعب والطبقة الكادحة الفقيرة والاخر همه الاكبر ان يقف ضد تلك الطبقة الكادحة ...!!!
احدهما تنبع قرارته من رؤيته لوزارة المالية انها وزارة تعمل لصالح الفقراء وآخر يعتبرها وزارة للجباية وعلى حساب الفقراء فى المقام الاول ...!!!
وزير يرعى الله ويتقيه فى الشعب المطحون .... وأخر يساهم فى ازدياد الاعباء على تلك الطبقة دون ورع او خوف او ادنى اعتبار لمصلحة تلك الطبقة ...!!!
وزير يساهم فى زيادة حصيلة الايرادات دون المساس بحقوق الطبقة الكادحة من الشعب وآخر يتفنن فى اختراع العديد من الضرائب والجبايات والتضيق على تلك الطبقة ...!!!
وزير يريد ان يحصل حق الدولة من كبار المؤسسات والشركات والاغنياء ..وآخر يريد ان يرفع حصة الدولة من الفقراء والمطحونين والتعساء والذين لايجدوا قوت يومهم ويترك كبريات الشركات والمؤسسات تزداد غنى وسعة فتزداد الفجوة بينهم وبين الطبقات الفقيرة وتتسع الفجوة أكثر فأكثر ...!!!
سبحان الله .... اليسا الرجلان كانا وزيرين لوزارة واحدة ... !!!
لكن الرؤية مختلفة ... والمنطلق مختلف .... والهدف مختلف ...!!!
وبالتبعية قرارتهما مختلفة حيث كانت المهمة مختلفة ...!!!
وزيران لوزارة واحدة ... ولكن الرجلين مختلفان ...!!!
نعم مختلفان لانهما ينتميان الى فريقين مختلفين وفكرين مختلفين ..!!
وزير ترك اعظم الاثر .... وآخر ترك اسوأ الاثر وستظل تعانى مصر من قراراته واجراءاته لعقود طويلة ...!!!
درج الناس على ذكر مثل :( وجهان لعملة واحدة..) على انه مثل للتشابه والتوحد ..!!
ولكنى الحظ لاول مرة ان الوجهين لوزارة واحدة قد يكونا مختلفين اشد الاختلاف ...!!
اختلاف فى الشكل والمضمون .. اختلاف فى الفكر والرؤية والمهمة ...
اختلاف فى الهدف والتوجه ...!!!
وهذا ما ادركته عندما جلست افكر واعقد المقارنة بين وجهين لوزارة واحدة ...!!!
القضاء قال كلمته وحكم على بطرس غالي بالسجن 30 سنة ... ولو اني كنت اتمنى له الاعدام ... لان قوت الناس ليس للتلاعب و حتى يكون عبره للمعتبرين !
قال القضاء كلمته فى قضية واحدة .... ومازال هناك العديد من القضايا للوزير الهارب ...!!! اما المشاكل التى سببها لمصر والاضرار للقرارات والاجراءات التى ستعانى منها مصر لعقود طويلة من الوزير الهارب ..... ولن يحاكم عليها- للاسف - امام محكمة الجنايات فهى اكثر من ان تحصى ..... وحسبنا الله ونعم الوكيل ... شكرا اخى الفاضل ... وللجميع تحياتى ... د. جمال شحات