من "خباز " إلى "مدير تنفيذي"..

22/07/2009 4
حجاج حسن

من الطبيعي، بل من الطبيعي جدا أن يكون لكـــل إنسان أحلامه وطموحاته وأمنياته، والتي قد تصـــل في بعض الأحيـــان إلى أبعد الحدود. ولكن أين وإلى أين يمكن أن تصل أحلام وطموحات الإنسان ؟

فماذا عن طموح العامل ؟ بالتأكيد أقصى طموحاته الوصول لمنصب رئيس عمال ، وماذا عن أحلام الوزير– على سبيل المثال- أعتقد أنه قد تقف طموحاته عند رئيس وزراء أو أكثر من ذلك ،، إذا حالفه حظه ، ولكن ماذا عن طموح "خباز" بالتأكيد ليس أكثر من أن يكون رئيسا أو مديرا عاما في مخبزه ،، و هنا يظهر الفـارق !!

فقد كان لـ "غراهام مار " رأي آخر في طريقته الخاصة وأسلوبه الغير معتاد في تحقيق أحلامه وأمنياته ليتحول عبر مسيرة كفاح ونجاح تعلم وعلم فيها الكثير والكثير، من "خباز" يراقب نضوج الخبز إلى "رئيسا تنفيذيا لشركة فودافون قطر" عبر رحلة كانت كلمة "المستحيل" هي الكلمة الوحيدة التي لم يعرفها.

وتأتي بدايته عندما قرر بأن ينتقل من عمله الأول "كخباز" و يكون له عمله الخاص مستخدما موهبته التنظيمية في تطوير وإطلاق أول عاملين في شبكة افتراضية منقولة في استراليا، ثم يقوم  في العام 1996هو وشريكه ببيع شركتهما الصغيرة إلى فودافون، متجها بعدها للمجال المفضل لديه ليصبح المدير العام التنفيذي لشركة فودافون بنيوزيلندا، متمكنا في ما لا يتعدى الثلاثة سنوات بأن يزيد حصة فودافون في السوق المحلي من 16 % إلى 51 %، منتقلا بعدها لقيادة فريق فودافون استراليا وسط حالة تنافسية كان يشهدها السوق حينذاك ولكنه وتحت شعار " نستطيع " تمكن من إنقاص التكلفة بنسبة 50 % ونمو الدخل بنسبة 20 % لتسجل معه فودافون استراليا نجاحا مدويا هو الأول لها على مدار تاريخها.   ثم ينتقل بعد ذلك إلى النصف الآخر من الكرة الأرضية حيث المناخ الآخر متوليا منصب المدير العام التنفيذي لفودافون السويد لينجح في تهدئة الوضع الذي كانت تعانيها في السويد ومكتسحا مع شركته كميات من الجوائز المختلفة عن أعمالها بداية من الإعلان وصولا إلى السياسة التنفيذية، حيث كان هدفه على الدوام إظهار" أن الأعمال يمكن أن تصنع الفارق إذا تمت قيادتها بطريقة مختلفة" حيث كان يرى دائما أن الجزء الأهم من أي منظمة هو " ناسها "

وبعدها يصبح "غراهام" المدير التنفيذي لشركة فودافون قطر والتي يتم اليوم 22 يوليو 2009 طرح أسهمها في البورصة القطرية ، محاولا من خلالها تحقيق هدفه في جعل العالم مكانا أفضل ،عبر مساعدة الناس على تحقيق الأفضل لديهم ،، وذلك في محاولة منه لتغيير الطريقة التي تدار بها الأعمال على الصعيد العالمي.

وهكذا يكتب النجاح لمن يستحقه ،،

أخيرا..  عليك بأن تحب ما تعمل ،، حتى تعمل ما تحب ،، ومن ثم تنجح فيما تعمل ،،