وزعت شركة سافكو 4900 مليون ريال في الفترة بين شهر ابريل 2008 و يوليو 2009 اي خلال 15 شهرا وهو رقم يقترب من ضعف رأسمال الشركة البالغ 2500 مليون ريال... تأتي هذه التوزيعات السخية على خلفية الارباح القياسية التس سجلتها الشركة في عام 2008 بسبب الارتفاع الكبير في اسعار الأسمدة خلال ذلك العام حيث حققت الشركة ارباحا تصل إلى 4.3 مليار ريال خلال العام وهي أرباح يصعب تكرارها بسبب الظروف الاستثنائية في ذلك العام...
يرجع الكثير من المحللين هذا السخاء في التوزيعات إلى حاجة شركة سابك الأم (تمتلك حصة 43 % من الشركة) للسيولة النقدية في الوقت الذي لا توجد فيه احتياجات هامة للسيولة من قبل شركة سافكو في الوقت الحاضر... ويلفت الانتباه بشكل خاص أن الشركة تنوي توزيع 1250 مليون ريال عن أعمالها للنصف الأول 2009 وهو رقم يزيد عن الأرباح التي حققتها الشركة خلال هذه الفترة...
تشير قوائم الشركة للربع الأول أن إجمالي النقد للشركة يبلغ 3600 مليون ريال (سينخفض إلى حوالي 2350 مليون ريال بعد التوزيعات) وهو مستوى مريح خصوصا إذا عرفنا أن مديونية الشركة (القروض طويلة الأجل) لا تتعدى 471 مليون ريال ويمثل هذا المبلغ ما تبقى من القروض الأصلية التي حصلت عليها الشركة لتمويل بناء توسعتها الرابعة...
السؤال المطروح هنا هو لماذا لم تفكر الشركة باستثمار جزء من هذه الفوائض في الاستحواذ على حصص مؤثرة في شركات تعمل في نفس القطاع سواءا في السوق المحلي أو الاسواق الإقليمية خصوصا وأن اسعار العديد من شركات البتروكيماويات وصلت اسعارها بداية العام الحالي لقريب من القيمة الاسمية أو أقل منها أحيانا...
للتذكير فإن القيمة السوقية الكاملة لشركات مثل التصنيع الوطنية وسبكيم والمجموعة السعودية والمتقدمة واللجين وصلت لأقل من 5 مليار ريال وبعضها لا يزال وهي المبالغ التي قامت الشركة بتوزيعها للمساهمين خلال 15 شهرا...
شركة سافكو وسابك يمكن تشبيههم بشخصان وقعا في حقل من الحفر والشخص الأول ( سابك ) وضع الشخص الثاني ( سافكو ) في المقدمة للكشف عن مواقع الحفر ولكن الغريب الشخص الأول ( سابك ) هو من يقع في الحفر ويقوم الشخص الثاني .. بمساعدته في كل مره... وبكذا لم يفلح الشخص الثاني بالتقدم ولو بخطوة رغم تحوطه وامكانياته..
فعلا معك حق : وأضف على النقدية المتوفرة لديهم , قيمة الأرض في المنطقة الشرقية , فهي لا تصلح لاقامة مصنع بالتأكيد , ولا أتوقع أنهم سيدخلوا مجال التطوير العقاري , من الذاكرة أعتقد ان مساحتها بحدود 600 الف متر من المفترض أن قيمتها بحدود 400 مليون ريال . وجوابا على سؤالك المطروح : فالسبب يكمن في أن فكر مسؤلي الشركة يختلف عن فكر مسؤلي الشركة فيما لو كانوا ملاكالها أو كان مجلس الادارة من مساهميها بشكل مباشر. الا من رحم ربي وهم قليل . دعني أنا أسألك سؤالا : قيادة الشركة في وقت مضى سبق وأن تخلت عن مفاوضات الاستحواذ على شركة أسمدة المصرية , في قرار اتضح انه خاطئ بعد مرور فترة سنتين على ماأذكر . هل تبين تلك الفترة عن ما اذا كان الاستحواذ سيكون عن طريق سافكو أم عن طريق سابك .