يتسائل البعض خارج مصر خصوصا من جيرانها: ما سبب تأثرنا بالأزمة المصرية من ناحية اقتصادية؟
إن أي تأثير نراه جراء عدم الاستقرار في هذا البلد يكون أكبر من تأثيرات أخرى نتيجة عدم استقرار بلدان أخرى، ذلك لأن مصر ذات أهمية جغرافية (وسط منطقة MENA - الشرق الأوسط وشمال أفريقيا) وديموغرافية واقتصادية كبيرة.
واستقرار أسواق المال وتدفق الاستثمارات في ولأي بلد مرهون بالاستقرار السياسي والأمني بشكل كبير، ويخشى بعض المستثمرين -على الأقل- قدوم نظام جديد قد يغير في أنظمة الاستثمار والاقتصاد بشكل يؤثر سلبا عليهم، لذلك فإن هروب الأموال الساخنة وجمود تدفق الاستثمارات الأجنبية على المدى القصير على الأقل، وتهاوي البورصة كما حدث، نتيجة طبيعية للاضطرابات.
ولأن أي عملة مرهونة بقوة البلد وسياسته واحتياطياته وقوة اقتصاده فقد رأينا التأثير السلبي على العملة المصرية، وارتفاع الملاذات الآمنة وهي حاليا الذهب والدولار والفرنك السويسري.
قناة السويس هي محور اهتمام اقتصادي وسياسي عالمي كبير، ورغم أن الحركة الملاحية فيها لم يطالها أي تغير حسب الحكومة المصرية، فإن خوف أسواق السلع والنقل البحري كان واضحا من أن يتأثر الإمداد عبر هذه القناة الهامة التي تختصر آلاف الكيلومترات في رحلة العبور من الخليج العربي وآسيا عموما نحو أوروبا والغرب، حيث تمر عبرها ناقلات نفط وسفن شحن يوميا، وتقارب ايراداتها السنوية 5 مليارات دولار، ومن شأن اضطرابها تحويل الحركة عنها أو رفع أسعار التأمين على النقل عبرها.
هنا لا بد من ذكر القطاع السياحي، فالسياحة تشكل عُشر الناتج المحلي في مصر تقريبا، ولا شك أن بلدا مثل مصر يملك النيل والآثار والمناخ المعتدل نسبيا سيكون محط اهتمام سياحي عالمي، ولا شك أن السياح لن يخاطروا بالتوجه إلى مصر طالما نقلت لنا الفضائيات أعمال الاحتجاج والشغب والعنف والمدرعات .. وجمود التجارة والنقل والخدمات، وهنا لن تتأثر سياحة مصر فحسب بل شركات الطيران التي تنقل إليها والفنادق المملوكة للمصريين ولغيرهم أيضا، وعلى سبيل المثال الخطوط السعودية والإماراتية وغيرهما تنقل ركابا إلى مصر، والعربية للطيران تملك العربية – مصر بمركز طيران بالاسكندرية، وإعمار تملك فندقا ومشروعا في مصر،،، وهكذا.
كما يؤثر تراجع مستوى الأمن المعهود على قطاعات اقتصادية عدة، ورأينا كيف ظهرت عدة مراكز ومحلات منهوبة في القاهرة وغيرها، كما رأينا صرافات البنوك مكسرة ومفرغة من محتوياتها الثمينة، وهنا لا يتم التفريق بين استثمارات وبنوك مصرية أو أجنبية غير مصرية.
وتراجع الحركة التجارية والمطارات والنقل، لا يؤثر على المسوقين والمنتجين والمصدرين المصريين فحسب بل على المصدرين إلى مصر في الخارج، وهنا يتضح سبب تراجع أسهم بعض الشركات خارج مصر والتي تنشط في مصر إنتاجا أو تسويقا.
وإجمالا فإن توتر الأمن وما تبعه من إجراءات، وأعمال التخريب أو السرقة تطال عدة قطاعات اقتصادية وبدورها تنتقل آثار هذه الأعمال إلى مستثمرين خارجيين إذا كان لديهم استثمارات في مصر بأي قطاع طاله أي شيء مما ذكر، فعلى سبيل المثال وليس الحصر، أوقفت الحكومة المصرية شكبة الهاتف الجوال في المدن الكبرى، واتصالات الإماراتية لديها شركة اتصالات مصر التي تقدم هذه الخدمة، واضطرت إلى إيقاف جزء كبير من خدماتها في سوق يبلغ تعداده 80 مليون نسمة.
لا بد من الإشارة إلى أن رؤية العديد للمستثمرين الأجانب والعرب تأتي من زاوية مجيء أحداث مصر بعد أحداث تونس، مما يشكل حالة ترقب وحذر ولو لفترة بعد ذلك، مع أن الجميع يعلم فارق الثقل والأهمية بين مصر وتونس، ولهذا ارتفعت كلفة التأمين على ديون الشرق الأوسط، نتيجة مخاوف عدم الاستقرار السياسي في المنطقة، واقتصار هذه الحالة على بضعة أيام فقط دون أن تستمر هو المؤمل لدى الكثير من المستثمرين، لكنه وإن حصل ذلك فإن الترقب الحذر لفترة من الزمن سيكون سيد الموقف بعدها.
أشكر الكاتب ولي تساؤل .. كيف تم تفسير أن تأثير القلق على قناة السويس بدا واضحاً على أسواق السلع والنقل البحري ؟ بحكم اهتمامي بأسعار الشحن للنفط ... هل حدث تغير كبير في الأسعار .. لأن الأسعار في موقع أرقام لا توضح ذلك !! هذه نقطة والنقطة الأخرى ...... أكثر ما أخشاه أن يكون الاستثمار في البورصة المصريه حان وقته مع هذه الأزمة وإنهيار الأسعار المفاجئ .... لأن سياسات أي حكومة مصريه ( جديده كانت أو قديمة ) ... ستتطلب دعم الإستثمار الأجنبي وفتح المجال له لزيادة الوظائف وإرضاء الأغلبية الغالبة من المحتشدين المطالبين بحل عاجل للبطالة ... وهذا الحل لن يأتي سوى بفتح المجال للشركات للإستثمار في مصر وتوفير الوظائف للمواطنين ...... فالأسس على ما يبدو قوية ... مهما حدث من تشويش إقتصادي أو سياسي خارجي متعمد ( إما لتحقيق أهداف سياسية معينة أو أهداف إستثمارية معينة ) ..... لك تحياتي ^_^
تحياتي للكاتب لكن التأثير أبعد مما ذكرت بكثيير فالتأثير هو جيوسياسي فمصر مربط الفرس في أمن منطقة الشرق الأوسط وهي القوة المعتدلة التي تتكل عليها الإدراة الأمريكية في الحفاظ على أمن المنطقة وخاصة أمن حليفتها المعروفة وأي انفلات أمني في مصر سيعم الشرق الأوسط وبالتالي العالم أجمع . ضف إلى ذلك التخوف من تنامي الفكر التحرري الشعبي ضد الظلم والفقر و الإستبداد والافات الأخرى إلى دول أخرى في الشرق الأوسط وشمال افريقيا وانت تعلم أن هذه المنطقة تنتج أكثر من ثلثي النفط العالمي.
شكرا للاستاذ حسان على هذا المقال الذي يستحق القراءة بعناية وللاخ خليجي على الاضافة المهمة جدا0
اللهم أحقن دماء إخواننا في مصر.
أخشى ان تكون أحداث مصر ,,, هي إعداد الطريق لإيران لجتياج الخليج
شكرا خبير 1998 بعض مسؤولي النقل البحري في العالم صرحو بأن أسعار النقل البحري سترتقع بدءا من نهاية هذا الأسبوع نظرا لارتفاع التأمين على السفن والناقلات ، والاسعار الحالية على ما أظن هي متفق عليها منذ قبل او بداية الاحتجاجات كما ان اسعار نقل النفط في موقع ارقام تتغير اسبوعيا وليس يوميا على ما اظن أيضا .. وانت رأيت كيف ارتفع النفط .. وأنا آمل أن تنتهي هذه الأزمة على خير ولما فيه صلاح البلاد والعباد
شكرا خليجي 1 انا كتبت هنا عن الاثار الاقتصادية فقط وأشرت لذلك بالعنوان ولم أتطرق للسياسية وأعلم أن هناك آثار سياسية أو جيوسياسية كما سميتها كبيرة جدا خصوصا إذا تواصلت الاحتجاجات أو تم تغيير النظام
وشكرا متابع 2 ونجيب و تنشاكوو وأرجو أن تنتهي أزمة مصر قريبا على خير ولما فيه صلاح البلاد والعباد