كيف تستفيد في حال رفع سعر صرف الريال

22/01/2011 12
محمد النصار

يتكرر الحديث كثيرا عن ماذا يمكن عملة لحفظ القيمة الشرائية وتقليل الضغوط التضخمية على الريال السعودي. واحد تلك الحلول المطروحة للنقاش بين الكتاب المهتمين بالشأن الاقتصادي هو رفع سعر صرف الريال مقابل الدولار للحد من الآثار التضخمية للسلع المستوردة. اي ان تكلفة الاشياء المستوردة من الخارج سوف تكون ارخص. ومما لا شك فية هو ان مثل هذا التوجه سوف يفيد ذوي الدخول المتدنية والمتوسطة ولكنه سيفيد ذوي الدخول العالية اضعاف مضاعفة لاستفادة الفرد العادي, ولسبب بسيط ان مثل هذا التوجه له تأثير سريع ومباشر على كل شخص حامل للريال وكمية السيولة النقدية المتواجدة بحيازة ذوي الدخل العالي اعلى بكثير منها لدى متوسطي الدخل ومن هم دون ذلك. وبغض النظر عن صحة التوجه نحو تعديل سعر صرف الريال او عدمه, فأنه لابد للفرد ان يتحوط او ليستفيد من مثل تلك التغيرات. علما بأنني على يقين بأن تغيير سعر صرف الريال هو التوجه الخاطىء للتعامل مع مشكلة التضخم.

ليتمكن الفرد من التحوط, يستلزم عليه مراقبة التغيرات في الأسواق. فقرار مثل هذا لا يمكن ان يحدث فجاءه ولا يمكن ان يحدث قبل ان تتسرب بعض المعلومات للمطلعين على الأمور. وامثلة التسرب للمعلومات في اسواقنا واضحة وجلية اخرها حركة اسهم شركات الأنابيب وهنا يتبادر الى الذهن السؤال عن كيفية التعرف عن قرب موعد تعديل سعر صرف الريال ؟؟؟؟

والجواب حسب وجهة نظري هو من خلال التغيرات التالية:

- تحسن سعر صرف الريال امام الدولار الى مستويات 3.73 ريال/دولار او أحسن.

- انخفاض اسهم المصدرين بالدولار مثل شركات البتروكيماويات وارتفاع ملحوظ للمستوردين مثل جرير وصافولاو سدافكو وشركات الأنابيب والشركات المستوردة للنحاس. كما يتوقع ان ترتفع اسهم شركات الاسمنت لثبات دخلهم بالريال السعودي ودفعهم للغاز بالدولار.

- تأخر البنوك في انهاء اجراأت القروض رغبة منهم بالاحتفاظ بأكبر قدر من السيولة بالريال او تسييل جزء كبير من الاصول المستثمرة بالدولار وإعادتها للداخل.

- ارتفاع ملحوظ لأرصدة المودعين لدى البنوك.

ولكن كيف تتحوط ؟؟ والجواب ليس بالسهل. فلا توجد خيارات عملة بالريال السعودي ولا عقود مستقبلية على الريال يسهل شرائها وتبقى الخيارات المتاحة محصورة بتخفيف الاستثمارات المقومة بالدولار وزيادة الأصول المقومة بالريال. ولكن مثل ما اوضحت سابقا انه سوف يكون هناك تحركات ملحوظة على سوق الاسهم وشراء اسهم الشركات المستوردة بالدولار وعمليات بيع على الشركات المصدرة بالدولار الا انة يخشى انه عندما تلحظ ذلك فأن وقت التحرك قد فات. ولكن تأخير سداد المستوردات بالاتفاق مع المصدر بالخارج للسلع المقيمة بالدولار له عظيم التأثير. ولكن أحسن أجرأت لتحوط هو الاقتراض من البنك بالدولار وتحويل المبلغ الى ريال قبل تغيير سعر الصرف.

وفي النهاية, لابد ان اؤكد بأن رفع سعر صرف الريال ستكون فرصة لمرتفعي الدخل من تحقيق مكاسب كبيرة بين يوم وليله على حساب الاحتياطي العام. والفائدة المرجوة عندما تصل للمواطنين ذوي الدخول المتوسطة فما دون تكون رذاذ من الماء يبرد الجسم ولا يروي ضماء. اما عن الاستفادة لذوي الدخول العليا فهي ستكون كطوفان من المكاسب لمن يعرف كيفية التعامل معها.

ملاحظة: لا اعلم أن هناك نية لتغيير سعر صرف الريال لدى مؤسسة النقد. وكذلك لا اعلم بأن خيارات التحوط التي طرحتها في هذا المقال مجدية او يمكن أن تقدم الفائدة المرجوة. لكنه جهد شخصي للتسائل عن احسن الخيارات المتاحة في حال تقرر تغيير سعر صرف الريال.