إن التمويل الأصغر لم يبتكر من أجل تحقيق الربح و أيضا ليس من أجل أن يصبح الدولار دولار و نصف بعد سنة من إستثمارة و لكن رسالتة هي رساله اجتماعية بحتة لقد أنشئ التمويل الأصغر للعمل علي زيادة و تنوع مصادر الدخل للفقراء مما يساعدهم علي إيجاد فرصة عمل للإفلات من براثن الفقر و الجوع ، و التمويل الأصغر بخدماته المتنوعة هو الوحيد القادر علي التعامل مع إحتياجات الفقراء فيساعد التمويل الأصغر الفقراء علي فتح حسابات إدخارية آمنه و مناسبة لإدخار النقود لإستخدامها فيما بعد في أشياء لا يستطيعون عملها لعدم وجود المال اللازم لها ، كما أن التمويل الأصغر يقدم خدمات التأمين الأصغر التي من شأنها تخفيف حده المخاطر التي يتعرض لها مستخدمية و هي إحدي سمات حياتهم اليومية.
إن في هذا العالم مليار شخص يذوقون آلام الفقر و الجوع فكم من هذا العدد إمرأه تعول أسرة و كم من هذا العدد طفل صغير و كم من هذا العدد عجوز قعيد، إن هذا العدد المهول من البشر في الغالب يعيشون مهمشين غير قادرين علي الدمج في القطاعات الرسمية يعتمدون علي الإعانات أو العمل الغير مستديم فلماذا يريد الربحيون أن يقاسموهم في جزء من الفتات التي يقتادون عليها.
في الآونة الأخيرة هاجم الدكتور محمد يونس الخبير الإقتصادي و الحائز علي جائزة نوبل عام 2006 في السلام و مؤسس بنك جرامين للفقراء و مبتكر التمويل الأصغر تحول مؤسسات التمويل الأصغر إلي مؤسسات تجارية تهدف إلي الربح موضحا أنه عندما قام بإبتكار التمويل الأصغر لم يكن هذا هو الغرض و قال في ذلك الدكتور يونس (خلال السبعينات من القرن الماضي عندما بدأتُ العمل هنا فيما سمي في النهاية بـ«الائتمان المصغر»، كان من أهدافي القضاء على حيتان القروض الذين ازدادوا ثراء من خلال افتراس الفقراء. وفي عام 1983 أسستُ بنك «غرامين» من أجل تقديم قروض صغيرة يمكن أن يستخدمها المواطنون، لا سيما النساء الفقيرات، للخروج بأنفسهم من دائرة الفقر. وفي ذلك الوقت، لم أتخيل أنه سيأتي يوم يعطي فيه التمويل المصغر دفعة لفصيلة خاصة من حيتان القروض.ولكن حدث ذلك.) و قد بين يونس بداية حدوث المشكلة قائلا (لقد بدأت المشكلات الخاصة بالائتمان المصغر في 2005 تقريبا، عندما بدأ الكثير من المقرضين البحث عن وسائل من أجل تحقيق أرباح على القروض بالتحول من صفتهم كمؤسسات غير ربحية إلى كيانات تجارية. وفي 2007، أصبح بنك «كومبارتاموس» المكسيكي أول مصرف ائتمان مصغر داخل أميركا اللاتينية يطرح للاكتتاب العام. وخلال شهر أغسطس (آب) الماضي حصل مصرف «إس كيه إس للتمويل المصغر»، وهو أكبر مصرف من نوعه داخل الهند، على 358 مليون دولار من خلال اكتتاب عام ).
إن منطق أنصار التحول إلي النظام الربحي هو أنه يجب إتباع النظام الربحي لكي يتم جذب رؤوس الأموال اللازمه لإنتشار صناعة التمويل الأصغر و تحرير الصناعة من الإعتماد علي الإستدانة من مؤسسات أخري أو الاعتماد على المنح الخيرية و لقد قام الدكتور يونس بالرد علي أصحاب المنطق الربحي موضحاً لهم تجربة بنك جرامين قائلا (ويوجد لبنك «غرامين»، الذي أعمل فيه مديرا للإدارة، 2500 فرع داخل بنغلاديش. ويقوم بإقراض أكثر من 100 مليون دولار في الشهر، وتشمل العمليات قروضا أقل من 10 دولارات للمتسولين في إطار برنامج «الأفراد المكافحين» وصولا إلى قروض للأنشطة التجارية المصغرة التي تبلغ نحو 1000 دولار. ومعظم الأفرع مستقلة ماليا، وتعتمد فقط على الودائع من البنغلادشيين العاديين).
إن صناعة التمويل الأصغر صناعة كامله لا تحتاج من يعولها لو طبقت جميع خدماتها فإنها سوف تشكل دورة كاملة لرأس المال فيها إقراض و إدخار و تأمين و ربح و نشاط جديد مدر للدخل و فقر أقل و دمج المهمشين في المجتمع.
جزاك الله الف خير ايها الدكتور محمد يونس فانت مثال للاشخاص الذين يعملون لحل مشكلات المجتمع الذي يعيشون فيه وليس كالذين لدينا في السعودية: فالحين ينتقدون كل شيء بدون ان يقدموا حل واحد فقط و يهاجمون الذين يخالفونهم بطرق اقل ما يقال عنها وضيعة. كل هذا لاثبات ذات كالشجرة الخبيثة ليس لها قرار في الارض! شكرا اخي الكريم حسن على هذه المقالة: الطمع والجشع هو الذي افقد ماقام به الدكتور اهدافه النبيلة.