مجلس أدارة شركة الصحراء و التظليل (غير) المقصود!

05/01/2011 14
ماجد المبارك

اطلعت على إعلان شركة الصحراء للبتروكيماويات يوم الاثنين (03-01-2011) ولفت انتباهي أن الشركة تقول أن شركة الواحة للبتروكيماويات ، إحدى الشركات التابعة لها، قد حققت مبيعات مقدارها 1.4 مليار ريال تقريبا وهذا اقتباس من الإعلان:

"الجدير بالذكر بأن شركة الواحة للبتروكيماويات قد انتجت خلال التشغيل التجريبي (304430) ثلاثمائة واربعة الاف واربعمائة وثلاثون طن من مادة البولي بروبلين وقد تم بيعها بالكامل بقيمة (1.389) مليار وثلاثمائة وتسعة وثمانون مليون ريال"

وللوهلة الأولى ينساق إلى ذهنك تلقائيا (ودونما أي قدرة منك على إيقافها) بعض أو كل الانطباعات التالية:

1- أن الإنتاج والمبيعات هي حصيلة عام 2010.

2- أن الشركة سوف تحقق أرباح من هذة المبيعات مثل شركة المتقدمة.

3- أن الوضع عادي وان المسالة مسالة كم يوم وخلاص يبداء الإنتاج التجاري.

وفي رأيي أن الانطباعات السابقة قد لأتكون وبنسبة كبيرة صحيحة والسبب هو:

أولا:

أن الشركة ذكرت أن المبيعات تمت خلال التشغيل التجريبي والمعلوم والمعلن رسميا من قبل الشركة هو أن التشغيل التجريبي بداء في 2009-05-11 (1430-05-16 ) أي قبل ما يقارب 19 شهرا رابط إعلان الشركة. وعلية فان المبيعات هي حصيلة عامي 2009 و 2010 وليس عام 2010 فقط. وليس ذنب الشركة أن القارئ افترض أن المبيعات هي لعام 2010 فهي لم تقل ذلك وقالت أنها مبيعات تحققت في فترة التشغيل التجريبي.

ثانيا:

أن تحقيق المبيعات لا يعني بالضرورة تحقيق الأرباح فمعظمنا يعلم ويتذكر إعلانات شركات الكابلات وتوقيعها للعقود الكبيرة ومن ثم تحقيق خسائر بحجة أن التكاليف كانت اكبر بسبب المنافسة. وفي حالة الشركات البتروكيماوية إذا لم تستفيد الشركة من التكلفة المنخفضة للقيم (غاز البروبان في حالة الصحراء) فان الشركة سوف تتكبد خسائر في الغالب لا أرباح او في أحسن الأحوال فانه لن يكون هناك أرباح تذكر. ولتوضيح هذه النقطة الهامة لنأخذ المتقدمة كمثال:

حققت المتقدمة في الربع الثالث من عام 2010 مبيعات مقدارها 545 مليون ريال وكانت تكلفة هذة المبيعات 408 مليون ريال و بإجمالي ربح (وليس صافي) قدرة 137 مليون ريال. وبما أن غاز البروبان يشكل معظم التكلفة للمبيعات ويعطى هذا الغاز بخصم مقدار 30% تقريبا لمنتجي البروبلين (لاحظ البروبلين وليس البولي بروبلين) فان تكاليف المبيعات قبل الخصم الممنوح من الدولة في حالة المتقدمة سوف تكون 583 مليون ريال وفي هذة الحالة سوف تحقق الشركة إجمالي (وليس صافي) خسارة مقدارها 38 مليون ريال إذا لم تقوم باستخدام غاز البروبان بنفسها (وصافي خسارة 52 مليون إذا أضفنا المصاريف الإدارية والتسويقية والأخرى).

نعود إلى ثانيا تقول شركة الصحراء في إعلانها:

" بأن مصنع شركة الواحة تحت الصيانة الشاملة في الوقت الراهن بسبب تعرض أنابيب تبريد المياه تحت الأرض للأعطال ، و كذلك حدوث عطل في أحد أجهــزة الضـخ في منطقة نزع الهــيدروجين من البروبان لإنتاج البروبلين (PDH)"

وهذا يعني أن الشركة لا تنتج البروبلين وبالتالي لا تقوم باستخدام غاز البروبان وبالتالي لا تستفيد من شراء أللقيم منخفض التكلفة. إذا كيف استطاعت الشركة إنتاج البولي بروبلين وهي لا تنتج البروبلين؟ الإجابة هي أن الشركة قامت بجلب البروبلين من خارج إنتاج الشركة و بالأسعار السائدة والتي لا تعطي الشركة ميزة في التكلفة وبالتالي قد تكون محصلة المبيعات هي خسائر لا أرباح. ولمعرفة الإجابة على ذلك كان لزاما على الشركة إما : (1) أن تحدد كم الفترة التي كان إنتاج البروبلين (وليس البولي بروبلين) متعطلا خلال فترة المبيعات المذكورة. أو (2) أن تذكر المحصلة النهائية للمبيعات (أي مقدار الربح أو الخسارة) حتى لا تقع في دائرة الشك وسؤ الظن.

ثالثا:

الانطباع الثالث هو "أن الوضع عادي وان المسالة مسالة كم يوم وخلاص يبداء الإنتاج التجاري". والحقيقة ان الوضع غير عادي بل مريب ومقلق. فالإنتاج التجريبي ابتداء منذ العام والنصف (2009-05-11) ومن شان تأخير مثل هذا أن يكون له تبعات وهذة التبعات يعلمها ويستأثر بها مجلس الإدارة دونما بقية المستثمرين ومن هذة التبعات هي زيادة تكاليف المشروع عما تم تقديرة في السابق والتي سوف يكون لها اثر على بند الاستهلاك والإهلاك وبالتالي سوف توثر على الأرباح المستقبلية للمشروع وبالتالي تقييم السعر العادل للشركة. فكيان على سبيل المثال أعلنت في تاريخ 25/07/2010 أن تكاليفها قد زادت بمقدار 9 مليار عما تم تقديره مسبقا وهو ما يحتاجه المستثمر لاتخاذ قراراته. فلماذا لا تقوم شركة الصحراء بنفس الافصاح؟

أن المعلومات المطلوب نشرها خلال فترة التشغيل التجريبي هي معلومات إنتاجية تتعلق بكمية الإنتاج بالطن وليس مبيعات الشركة بالريال ويشمل ذلك جميع الوحدات الإنتاجية التي يتم اختبارها. فالمبيعات بالريال ايا كانت لن تظهر في القوائم المالية مباشرة وهي تشير فقط للقدرة التسويقية للشركة والتي لا حاجة لمعرفتها في الوقت الراهن. وإنما الحاجة لمعرفة القدرة الإنتاجية والتشغيلية للشركة ويشمل ذلك إنتاج الشركة من البروبلين لا البولي بروبلين فقط حتى نعلم كيف كان أداء وحدة إنتاج البروبلين ونطمئن أنها قادرة على الاستمرار في إمداد وحدة البولي بروبلين بمتطلبتها الإنتاجية.

رابعا:

أن الفصل السابع المادة السادسة والأربعون الفقرة (أ) من نظام سوق المال يجبر الشركات على ان تبلغ عن أي تطورات جوهرية قد توثر على أسعارها السوقية.

كما أن المادة الخامسة والعشرون من قواعد التسجيل والإدراج مما تنص علية هو أن الشركة يجب أن تبلغ دونما تأخير عن أي تطورات تندرج في إطار نشاطة ولا تكون معرفتها متاح لعامة الناس وتؤثر على أصوله وخصومه أو على وضعة المالي ومن ذلك أدوات الدين وأن التطورات الهامة التي أشارت المادة إليها والتي يجب الإبلاغ عنها هي الزيادة او النقصان في صافي أصول الشركة بما يساوي او يزيد على 10%. كما أن الفقرة (ج) من نفس المادة ينص على التالي:

"يتم الإبلاغ والإعلان المبينين في الفقرة (أ) من المادة الخامسة والعشرون قبل ساعتين – على الأقل – من أول فترة تداول في السوق تلي وقوع التطورات".

الخلاصة

أن الإعلان المنشور يوم الاثنين (03-01-2011) وان كان أعطى انطباعا مظللا لمبيعات الشركة (أن صح تحليلي السابق) فاني أربو  بمجلس إدارة الشركة أن يكون قصد التظليل عمدا. كما أني لا أعتقد بصحة تحليلي في زيادة التكلفة بشكل جوهري (وان كان منطقيا) والسبب هو أن الشركة لم تعلن عنة وهي تعلم أن عدم الإعلان عنة يعتبر مخالفا للأنظمة. ويقاس على ذلك جوهرية أي تغيرات في وضع ديون الشركة أو رؤية الشركة لوضع شركة الواحة للبتروكيماويات الإنتاجي أو أي أحداث هامة لدى الشركة. وعلية يحق لي ولجميع المتداولين أن لا نقلق من هذة المخاطر. إلا انه يدور في خاطري تساؤل ماذا لو كان بالفعل هناك تغيرات جوهرية لم تفصح عنها الشركة حسب النظام فما عسى هيئة سوق المال أن تفعل؟ وهل يعتبر وجودها وعدم الإعلان عنها بعد نشر هذة المقالة تعمدا يقصد به التغرير بصغار المساهمين؟ لالالا أعوذ بالله أن بعض الظن إثم.