تشير دراسة لمركز الخليج للدراسات الإستراتيجية (مايو 2004) الى أن الدول الغربية الرأسمالية، إستقطبت ما لا يقل عن 450 ألفاً من العقول العربية، وأن الوطن العربى يسهم بـ 31% من هجرة الكفاءات من الدول النامية الى الغرب الرأسمالى تتمثل بنحو 50% من الأطباء و 23% من المهندسين و5% من العلماء من العالم النامي، وأكدت مذكرة لمنظمة العمل العربية أن السنوات العشرة الماضية شهدت زيادة فى عدد العلماء العرب المهاجرين للعمل فى أوروبا خصوصاً علماء الطب والهندسة والعلوم، وقالت دراسة أعدها فريق من باحثى الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء أن أكثر من 2600 مصرى يعملون فى مناصب علمية فى بلدان جاءت أمريكا فى مقدمتها، حيث يعمل بها نحو 844 مصري، وجاءت ألمانيا في المركز الثاني بـ 300 عالماً، وكندا فى المركز الثالث بـ 196 عالماً وإسبانيا فى المركز الرابع بـ 142 عالماً وفرنسا فى الخامس بـ 132 عالماً، وتشير الأرقام أن مصر قدمت 60% من العلماء العرب والمهندسين الى الولايات المتحدة، وتعتبر مصر الخاسر الأكبر من هجرة العقول العلمية، ويؤكد تقرير مركز دراسات الدول النامية بجامعة القاهرة الصادر فى 2006 أن عدد الكفاءات المصرية المهاجرة للخارج بلغ 824 ألفاً حتى عام 2003 وطبقاً لبعض الدراسات والتقارير المتعلقة بهجرة العقول والكفاءات من العالمين العربى والإسلامى نجد أن هنالك نحو 45% من الطلاب العرب الذين يدرسون فى الخارج لا يعودون الى بلدانهم وأن 34% من الأطباء النابغين فى بريطانيا من العرب ،وجاء فى التقرير لعام 2010 أن الإنفاق على البحث العلمى فى العالم العربى فى أقل مستوى له فى العالم، ففى الدول العربية الإفريقية وصل ما بين (0.3%- 4.0%) خلال السنوات ما بين 2002 الى 2007 من جملة الناتج القومى بينما وصل الإنفاق فى الدول العربية والأسيوية 0.1% فى الفترة نفسها، ووصل الإنفاق العلمي في إسرائيل مابين (4.6% - 4.8%) خلال عام 2006.
تنبهت الدول العربية لأهمية البحث العلمى والتطوير، فأخذت فى السنوات الأخيرة كما يشير التقرير الى إنشاء صناديق خاصة للبحث العلمي، وهى صناديق وطنية معنية بالعلوم والتكنولوجيا والابتكار، منها الصندوق الأوروبي المصري للابتكار الذي تم إنشاؤه في عام (2008) وصندوقان وطنيان هما مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم فى الأمارات عام (2007) وصندوق الشرق الأوسط للعلوم فى الأردن (2009)، وأنه من المزمع تقديم إستراتيجية للعلوم والتكنولوجيا تشمل كل بلدان المنطقة العربية خلال مؤتمر القمة العربية عام 2011 بغية إعتمادها رسمياُ، ويتوقع أن تقترح هذه الإستراتيجية نحو 14 مجالاً ذات أولوية بما فى ذلك المياه والغذا والزراعة والطاقة.
أليس من الأفضل أن تستقطب الدول العربية الغنية هؤلاء النوابغ و العلماء و توطنهم؟