لنسلط الضوء على ثروات جزيرة مدغشقر.. هل يتطلع سكانها الى تغيير حياتهم؟

03/09/2015 4
معتصم احمد

 تقع جزيرة مدغشقر فى أقصي الجنوب الشرقي قبالة السواحل الشرقية للقارة الإفريقية في الجزء الغربي من المحيط الهندي، وهي رابع أكبر جزيرة فى العالم من حيث المساحة إذ تقدّر مساحتها بحوالي 590 ألف كيلو متراً مربعاً بامتداد لأراضيها يصل إلى 1580كم من الشـمال إلى الجنوب، والذي يمر به مدار الجدي عند مدينة تولياري، وأقصاه من الشرق الى الغرب ما يقارب 571 كم، ويصل طول سواحلها الى 4180 كم. 

عاصمة مدغشقر هي أنتاناناريفو، أما لغتها الرسميّة فهي اللغة الفرنسيّة بالإضافة إلى اللغة الملغاشيّة واللغة الانجليزية، أمّا عدد سكانها فيقدّر بحوالي 22 مليون نسمة تقريباً، وتعتبر مدغشقر دولة كثيرة التنوّع، فحسب الإحصاءات، فإن الأراضي المدغشقريّة تضم ما نسبته حوالي 5 % من الأنواع الحيوانيّة والنباتيّة، وتعد مدغشقر من أكثر دول العالم إنتاجاُ للفانيليا، ويعتمد الاقتصاد في مدغشقر على الزراعة وبشكل رئيسي، وأكثر صادراتها هي الكاكاو، الأرز، القرنفل، قصب السكر، الكسافا، الموز، الفاصولياء والفول السوداني، ورغم هذا التنوّع الكبير في الصادرات المدغشقريّة إلا أن أكثر من ثلثي سكان مدغشقر يرزحون تحت خط الفقر.

وتملك الجزيرة ثروة كبيرة من الإلمينيت المكوّن من أكسيد الحديد والتيتانيوم، والذي يستخدم 90 % منه في صناعة الدهانات والبلاستيك والورق، وتستعمل النسبة المتبقية في صناعة الطيران والسيارات في شكل معدن التيتانيوم، وتم اكتشاف احتياطات الإلمينيت في جنوب غرب البلاد، ومن المتوقع أن يبلغ الإنتاج 560 ألف طن سنويا، لتنضم البلاد إلى أكبر الدول المصدرة للإلمينيت والتيتانيوم، إلى جانب أستراليا وكندا وجنوب أفريقيا.

وتنتج مدغشقر الكوبالت، الذي يستخدم في صناعة السبائك الصلبة، بكميات تصل إلى 6 آلاف طن، لكن صادراتها لا تتجاوز حتى الآن ربع تلك الكمية، وتحتوي أرض مدغشقر على كميات كبيرة من اليورانيوم المستخدم في تشغيل المفاعلات النووية لإنتاج الكهرباء، وقد شرعت شركة "بام أتوميك" المحلية في التنقيب في 4 مواقع في جنوب البلاد منذ 2005، وقد كشفت وجود احتياطات بجودة عالية وبمتوسط تركيز يناهز 4.329 من الجرامات في الطن الواحد.

وتملك الجزيرة أحد أكبر احتياطات الكروم المستخدم في إنتاج الفولاذ المقاوم للصدأ، وفي التلوين والرسم، وتحسين مقاومة التآكل،  وتصدّر مدغشقر الكروم الذي يبلغ إنتاجه سنويا حوالي 150 ألف طن، بشكل أساسي إلى الصين، كما توجد احتياطات أخرى من البوكسيت في كلّ من مدينة "فانغيندرانو" و"فارانغانا"، والتي تقدّر بأكثر من 100 مليون طن، الذي يمكن إنتاج طن من الألمنيوم من كل 2 طن من البوكسيت.

وتملك الجزيرة عددا آخر من المعادن النادرة فى شرق البلاد، حيث تملك على سبيل المثال احتياطات كبيرة من الزركون، وهو معدن يستخدم في صناعة السبائك المستخدمة في الصناعات الحرارية والمفاعلات النووية وفي قطاع البناء والأشغال العامة وبناء السفن، حيث يتم إنتاج نحو 1.6 مليون طن سنويا، كما تملك البلاد مناجم كبيرة للفحم المستخدم في توليد الكهرباء، وتتركز في جنوب غرب البلاد، باحتياطات تقدر بنحو 65 مليون طن، بحسب شركة مدغشقر للتعدين الموحّد، الناشطة في ذلك الموقع. 

السؤال: 

هل يتطلع سكان جزيرة مدغشقر إلى تغيير مجرى حياتهم من خلال استغلال كنوز المناجم المتنوّعة التي تزخر بها بلادهم؟

نقلته بتصرف من جريدة العرب