مع إنتشار أخبار تعثر مجموعة سعد التابعة لرجل الأعمال معن الصانع وشركة القصيبي في وسائل الإعلام ليصبح حديث الشارع هو عدم قدرة الشركتين على سداد ديونهما للبنوك. تراجع سعر سهم مجموعة سامبا المالية التي لها علاقة قوية بالشركتين المتعثرتين (القصيبي رئيس مجلس الإدارة والصانع احد الملاك الكبار في المجموعة) منذ تلك الفترة وحتى يوم أمس بأكثر من 30 % ليعود السهم إلى المستويات التي كان عليها قبل إعلانه نتائج الربع الأول في مارس الماضي.
هذا الانخفاض القوي في سعر السهم جاء بسبب حالة الخوف التي اجتاحت المستثمرين من إمكانية تعرض المجموعة (سامبا) للشركتين ومدى انكشافها في ظل الضبابية والغموض التي اكتنفت موضوع حجم مديونية الشركتين وانتشار أخبار من مصادر غير محلية !! عن حجم هذه المديونيات التي قدرت بأكثر من 15 مليار دولار موزعه على أكثر من 100 مصرف.
اليوم أعلنت المجموعة ارباحها للربع الثاني من 2009 (1243 مليون ريال) والتي جاءت أقل للربع الأول من نفس العام بمقدار طفيف ليصبح صافي أرباح المجموعة خلال الستة شهور الأولى من 2009 أكثر من 2500 مليون ريال وبنسبة نمو بلغت 4 % مقارنة بعام 2008.
كان لهذا الإعلان عن نتائج المجموعة للربع الثاني مفعول السحر على السوق السعودي بشكل عام وقطاع المصارف بشكل خاص، حيث ارتفع المؤشر العام بأكثر من 100 نقطة في جلسة اليوم ليعود فوق مستويات 5500 نقطة ...
وبالعودة إلى إعلان المجموعة نجد أن موجودات البنك تراجعت بنهاية الربع الثاني بنحو 4 % لتصل إلى 177 مليار ريال، كما أن قروض البنك انخفضت للربع الثاني على التوالي إلى 88 مليار ريال وهو مايعني ان البنك بدأ يمتنع عن الإقراض الأمر الذي قد يؤثر مستقبلاً على نتائجة في حال استمرت القروض في التراجع.
الملفت في إعلان سامبا هو الارتفاع القوي لودائع العملاء مقارنة بالربع السابق لتبلغ قيمة الودائع 134 مليار ريال بنهاية الربع الثاني وبنسبة نمو أكثر من 11 % مقارنة بالربع السابق وهي نسبة نمو قوية مقارنة بالربع السابق لم يشهدها البنك منذ عدة سنوات، ويبدو ان مؤسسة النقد قامت بدعم المجموعة من خلال الإيداع؟؟!
يجب القول ان مجموعة سامبا قد قامت خلال الربع الأول بعمل مخصصات خسائر ائتمان كبيرة تجاوزت الـ 200 مليون ريال مقارنة مع 52.6 مليون ريال في الربع المقابل، إلا أن الارتفاع الكبير في أرباح المجموعة جاء من الاستثمارات (365.5 مليون ريال) ليعوض ارتفاع حجم المخصصات الاحترازية.
وللمعلومية فان عدداً من المراقبين والمهتمين في الشأن المصرفي توقعوا ان لاتقوم البنوك بعمل مخصصات خلال الربع الثاني لتعرضها لقروض مجموعة سعد وشركة القصيبي، حيث ظهرت المشكلة في شهر مايو الماضي في حين أن البنوك تعتبر القروض متعثرة في حال تخلف المقترض عن السداد فترة 90 يوم،
بالأمس أعلن بنك الرياض عن أرباحه للربع الثاني والتي جاءت خارج توقعات المراقبين، واليوم أعلنت مجموعة سامبا عن نتائج جيده فهل هذه النتائج تعط رسالة للمتداولين في السوق السعودي بأن نتائج بقية البنوك التي لم تعلن حتى الآن لن تحمل في طياتها آي مفاجأت خلال الربع الثاني؟؟
اتوقع ان تتجاوز موجودات وودائع الراجحي البالغه(( 165و 123 مليار, بنهايه النصف الاول لعام 2009)) تلك الخاصه بسامبا البالغه(177و 138 مليار) مع نهايه 2010.علما بأن موجودات سامبا كانت 187 مليار بعد نهاية الربع الثالث من عام 2008. بعبارة أخرى موجودات سامبا نقصت بمقدار 10 مليارات في اقل من تسعة اشهر.