زجاج .. ما بين الانخفاض في مبيعات العبوات الزجاجية و عودة الربحية للزجاج المسطح ( 2-2 )

31/10/2010 7
انور بانافع

في المقال السابق تعرضنا لجزء من نشاط زجاج والخاص بإنتاج و بيع "العبوات الزجاجية"، و هنا سنناقش الجزء الأخر و المتعلق بـ " الزجاج المسطح ".

دخلت شركة " زجاج " في إنتاج الزجاج المسطح من خلال مساهمتها في تأسيس شركة زجاج جارديان السعودية " جلفجارد " بنسبة 45 % بطاقة إنتاجية 131 ألف طن متري سنويا، بالإضافة لمساهمتها بنسبة 45 % في تأسيس شركة جارديان رأس الخيمة بطاقة إنتاجية 190 ألف طن متري سنويا.

محاسبيا تسجل شركة " زجاج " في قوائمها المالية حصتها فقط من أرباح شركتي " جلفجارد " و " جارديان رأس الخيمة " في بند حصة من نتائج شركة زميلة، وذلك كونها لا توحد قوائمها المالية مع الشركتين لأنها تملك حصة تقل عن 50 % من رأسمال كل شركة.

يلاحظ من الجدول أدناه أن شركة " زجاج كانت تحقق جزء كبير من أرباحها من نشاط " الزجاج المسطح " عبر حصتها من مساهمتها في شركتي " جلفجارد السعودية " و " جارديان راس الخيمة " التي بدات الانتاج في منتصف العام 2007.

ولكن مع بداية العام 2009 تأثر نشاط الشركة من " الزجاج المسطح " بعد الأزمة العالمية و ما تبعه من تباطؤ في نشاط البناء، حيث تراجعت الأرباح من " جلفجارد " بشكل ملفت من  35 مليون ريال في العام 2008 إلى 13.9 مليون ريال في العام 2009، أما شركة " جارديان رأس الخيمة " حققت خسائر خلال العام 2009 حصة " زجاج " منها 16.1 مليون ريال، ذلك بعد أن كانت قد بدأت بتحقيق الأرباح في العام 2008.

خلال العام 2010 بدا التحسن بشكل واضح في ربحية الشركات الزميلة ( جلفجارد وجارديان راس الخيمة )، و هو ما دعم الارباح الصافية للشركة بشكل عام، كما يوضح الجدول التالي:

يعتمد سوق الزجاج المسطح بشكل أساسي على النهضة العمرانية و النمو في قطاع الإنشاءات، حيث إن أهم استخدامات الزجاج المسطح تتمثل في المباني، ومن الممكن تلخيص الأسباب التي أثرت بالسلب أو الإيجاب في عاملين رئيسيين.

1- الركود و النشاط في قطاع الانشاءات: من المتوقع أن يكون قد اثر انخفاض الطلب الناتج عن الركود في قطاع الانشاءات على الأرباح من " الزجاج المسطح " خلال العام 2009، فيما استفادت الشركة من تحسن القطاع خلال العام 2010، وهو ما يتضح في المسببات التي تذكرها الشركة في إعلاناتها.

2- المنافسة: كانت شركتي " جلفجارد " و " جارديان رأس الخيمة " تحتكران تصنيع الزجاج المسطح في المنطقة، فيما كانت تقتصر المنافسة على الزجاج المستورد، و ذلك قبل أن يتم تأسيس شركتي " العربية المتحدة " و " العبيكان للزجاج " لإنتاج الزجاج المسطح بطاقات إنتاجية كبيرة تبلغ في حدود 175 ألف طن متري سنويا لكل شركة.

من المفترض أن تكون بدأت الأولى " العربية المتحدة " في الإنتاج بنهاية العام الماضي، وهي مملوكة لشركة " الغاز و التصنيع " بنسبة 25 %، فيما ستدخل " العبيكان للزجاج " المملوكة لشركة المتطورة بنسبة 40  %، مرحلة الإنتاج التجاري خلال الربع الرابع من العام 2010.

المتتبع لإعلانات زجاج عن النتائج المالية خلال العام الماضي، من الممكن ان يلتمس حجم تأثير المنافسة في تعليق الشركة بانخفاض متوسط أسعار البيع مع دخول طاقات إنتاجية جديدة، و من المتوقع أن يزيد هذا التأثير مع دخول الطاقات الإنتاجية لشركة " العبيكان " السوق، الا ان المخرج الوحيد من تاثير المنافسة هو ان يكون هناك تحسن في الطلب على الزجاج المسطح قادر على امتصاص الطاقات الانتاجية الجديدة الداخلة للسوق.

بقي ان نشير هنا الا ان شركة زجاج وقعت مذكرة تفاهم في يوليو الماضي لرفع حصتها في شركتي " جلفجارد " و " جارديان راس الخيمة " بشراء نسبة 10 % اضافية في كل منها، و بهذا سترتفع حصة " زجاج " في كل شركة الى 55 % بدلا من 45 %.

ومن المفيد ان نذكر ان هذا الاجراء سيصنف الشركتين محاسبيا كشركات تابعه بدلا من زميلة، و تبعا لذلك ستختلف المعالجة المحاسبية لايرادات الشركات عبر توحيد القوائم، و هو ما سيمكننا من متابعة ايرادات الشركتين باستمرار و تلمس الاثار السابق ذكرها.