بيل قيتس ومجلس إدارته

31/10/2010 6
داود المقرن

الكل منا يعرف بيل قيتس ( William Henry Gates )، إنه أغنى أغنياء العالم، إنه ببساطة قيادي مبدع، وصاحب شركة مايكروسوفت، قرأت قصة فيها معنى رائع لهذا الرجل الفريد، تقول القصة: أن هناك صحفي طموحه غير عادي، لقد فكر وقرر أن يلتقي بأعضاء مجلس إدارة شركة مايكروسوفت. يقول الناقل عن هذا الصحفي: أنه ولمدة ستة أشهر يحاول أخذ تصريح صحفي منهم، ولم يستطع الوصول إلى أين منهم، فسكرتارية مجلس الإدارة لم تعطه موعدا محدداً، وعند الإصرار أخذته إحدى السكرتيرات، وقالت له: من الصعب أن تلتقي بهم، أو تأخذ موعداً لكني سأقدم لك مقترحاً، إن أعضاء مجلس الإدارة سيجتمعون اليوم الفلاني في المكان الفلاني حاول أن تصطاد التصاريح منهم قبل وبعد الاجتماع. ذهب الصحفي لمكان الاجتماع قبل بداية بنصف ساعة وهو في ممر الفندق وجد شاباً في أوائل العشرينات من عمره يلعب كرة السلة، جاءه آخر في عمره تقريباً وبدأ يلعب معه في الممر المؤدي لقاعة الاجتماعات، وجاء ثالث، ثم خرج بيل قيتس وأخذ يلعب معهم، وهم في طريقهم إلى القاعة، هنا دعت السكرتيرة الصحفي وسألته: كم تصريح أخذ؟ فقال: لم أرى سوى بيل قيتس. قالت: هؤلاء هم مجلس إدارته. فاشتد استغراب الصحفي حينها وسأل بيل قيتس قائلاً: شركة مايكروسوفت من كبريات الشركات العالمية، وأعضاء مجلس إدارتها سواك في أوائل العشرينات من أعمارهم فأجابه: نعم فكل عضو مجلس إدارة يأتي بفكره مكررة تتم إقالته وهؤلاء الشباب ناضجون لم يتلوثوا بالتقليد والتشبع لديهم الحماس والإصرار. أنا هنا أقف عند هذه النقطة (كل عضو مجلس إدارة يأتي بفكرة مكررة تتم إقالته) التي أعتقد أن سر من أسرار النجاح في المنظمات .. فكما أردد دائما يوجد رجل خبرته عشر سنوات، ويوجد آخر خبرته سنة مكرره عشر مرات. فلا تبحثوا في سير المتقدمين للعمل في منظماتكم إلى سنوات عملهم، ابحثوا عن حجم عطائهم وإنجازهم. والأهم صلاحية عقولهم للتفكير والإبداع.

إن الرجال أصحاب الأفكار الولادة والأفكار التطويرية هم أساس كل منشأة، وهذا السر الذي أنصح به كل صاحب منشأة تعاني منشأته من خسائر محققة، أو تدني في المستوى، أن يغير صناع القرار في المنظمة أو يغير عقلياتهم. إني أندهش كثيراً من كبار التنفيذيين الذين يحرصون على تدريب موظفيهم ويجعلون أمر تدريب أنفسهم أمراً ترفيهياً وذو عائد مادي (انتداب) دون تقصي الفائدة المرجوة لهذه المنظمة. لذا فلا أستغرب من رجل قيادي ناجح كـ بيل قيتس أن يتخذ مثل هذا القرار الصارم والهام والفعال لمنظمته، فالنتيجة أصبح من أثرى أثرياء العالم.

ليس كحال منشآتنا التي يكون للمجاملة والمصالح دور كبير في اختيار أعضاء مجالس الإدارة وكبار تنفيذيها. والنتيجة وجود خسائر يمكن تلافيها أو تحقيق أرباح يمكن تعظيمها وزيادتها.

سؤال: كم شركة مساهمة لدينا بفكر بيل قيتس؟ وكم شركة هي ضد فكر بيل قيتس؟ الإجابة لك عزيزي القارئ الكريم ... تقبل تحياتي