اشتقت كثيراً لأرقام وأعتذر عن انقطاعي الطويل عنكم أعزائي الكرام فقد افتقدتكم كثيراً، وها أنا أعود سائلا المولى أن يدلني على ما فيه فائدة لكم في أعمالكم.
نقاش دار بيني وبين صاحب شركتين، في البداية طلب مني أن أقف على الوضع الحالي لشركته الأولى، والنظر في موضوع إنحدارها من شركة تربح وتنمو إلى شركة بدأت تأكل رأس مالها، والهدف معالجة الوضع لتعود لمجدها، سألته حينها قائلاً: والثانية ألا تريد تشخيصاً لها وتغييرها قال لا الحمد لله هي تربح وتنمو هنا طرحت عليه سؤالاً وسأطرحه لك عزيزي القارئ لتعم الفائدة.
سؤالي ببساطة هل المنظمة التي تحقق ربحاً وتحقق نمواً تحتاج للتغير أم أن التغيير خاص بالمنظمات التي تخسر ؟
أقول لك أيها القارئ الكريم: لقد قرر علماء الإدارة بالإجماع أن المنظمات الناجحة والتي تحقق أهدافها بكل جدارة يجب عليها أن تغير من استراتيجياتها وبرامجها بين فترة وأخرى. إحدى المنظمات الكويتية والكبيرة والناجحة غيرت استراتيجياتها خلال ثلاث سنوات ست مرات. وفي كل تغيير يزداد نجاح المنظمة.
والسبب في طلب علماء الإدارة التغيير المستمر للمنظمات هي أن الخطط والبرامج والاستراتيجيات التي تضعها المنظمة أو المخطط لهذه المنظمة إنما وضعها تحت ظرف معين وفي حالة اقتصادية معينة وحالة سوق معينة. وهي بطبيعة الحال والأحوال تتغير فاقتصادنا يتغير كل لحظة.
إن المنظمات التي لا تغير من فلسفاتها بحسب معطيات السوق ستجد إنكماشاً في حصتها السوقية لا محالة وفي النهاية تدني مستوى الإيرادات والتي تضر بالمركز المالي للشركة ثم تبدأ مرحلة العشق مع الخسائر حتى يقال لها ( باي باي ).
لا يوجد زمن معين ومقرر للتغيير، ومن يطالب بالتغيير كل ثلاث أو خمس سنوات فهذا ليس له أساس من الصحة التغيير مطلب وضروري كلما دعت الحاجة لحل مشكلة معينة، أو لتنمية النتائج، أو لزيادة الحصة السوقية، أو حتى الدفاع عن الحصة السوقية.
بل وأزيد وأطالب وأقول بأن على أصحاب القرار في المنظمات أن يسعوا إلى التغيير باستمرار ولا ينتظر لحدوث علامة من العلامات التي تدل على ضرورة التغيير كالتذمر الداخلي في المنظمة، أو التراجع في النتائج، أو تقدم المنافسين.
وبطبيعة الحال للتغيير فلسفاته ولن أدخل وأتوسع وأتكلم حول التغيير السريع والعاجل والتغير المتدرج ومتى يستخدم هذا أو ذلك. لكن أحب أن أركز على هدفي من هذا المقال لصاحبي ولكل من يقرأ كلماتي هذه أن لا ينتظر انحسار أرباح أو نمو المنظمة ليقوم بعملية التغيير.
وكل ما أذكره عن التغيير هو بالضرورة التغيير الإيجابي وإلا ثمة فلسفات للتغير تضيع المنظمة وتدمرها.
أرجوا أن يفرق الجميع بين التخطيط والتغيير فالتخطيط باختصار عبارة عن ( 1- واقع 2- رؤية 3- مسار) أو كما يسميها البعض( 1- أين نحن 2- ماذا نريد؟ 3- كيف نصل؟ ) أما التغيير فهو ( 1- واقع 2- رؤية 3- مسار 4- مقاومة المقاومة ) لأن داخل المنظمات من يقاوم التغيير حتى لو كان التغيير في صالح المنظمة كونه من أتباع ( خل الأمور راكدة ) أو ( وش حليلنا كذا ).
لعلك يا أبا فهد تطلع على ما كتبت وتعيد حساباتك، وتطلب التغيير للشركتين. تحياتي لكل قائد منظمة يؤمن بأهمية التغيير.
عودا حميدا يا أبو محمد,,,ولا تبخل بعلمك, عموما نحتاج الى مثل هذه المقالات وغيرها من التي تهتم بالشأن الاداري,, لانه هو ما ينقص البعض منا. لكن في نفس الوقت ياليت لو تتاح لك الفرصه للكتابه عن بعض الشركات المساهمه وكيف تغير الهدف الاساس من انشائها,,,مثل الشرقيه الزراعيه,, جيزان,,السيارات سابقا,, وهناك بعض الشركات التي غيرت البوصله, وكان تغير ايجلبي مثل التصنيع الوطنيه
الحمدلله على سلامتك ودمت لمحبيك....... انا اعتقد قبل الشروع بالتغير يجب اقناع المدراء او المسئولين بالشركة بجدوى التغير حتى لا يفشلون هذه الخطط لان تطبيقها يعتمد عليهم كما ان الامور ليست دائما يناسبها التغير اي ان التغيير ليس مطلبا بحد ذاته وقد اثبتت الازمه الماليه ان ( الركاده زينه ) ولكن ليست دائما وشكرا
الأخ العزيز العراب لن أبخل بأية معلومة تفيد إخواني ومجتمعي عزائي في الوقت وضيقه. الكتابة عن شركة معينة فيه من الإشكال الكبير والذي اعتقد انك تعرف مجملة لكني سأعرج عليه تلميحاً لا تصريحاً الأخ الكلاسك لنجاح أي تغيير يجب أن يشعر أصحاب القرار في المنظمة بالألم والحاجة الملحة للتغيير، لذلك فإني أشم رائحة نجاح التغيير أو فشله من أول جلسة مع صاحب القرار الركادة هي ما يدهورنا ويضيع الفرص علينا النجاح يكون في التغيير الايجابي دائما دمتما بود