كنت نشرت مقالا قبل 9 أشهر و ذلك في يوم تدشين "برج خليفة" تطرقت فيه الى الاسعار السائدة للشقق في البرج الأطول في العالم (يمكن الوصول للمقال عبر هذا الرابط).. واليوم أتطرق إلى اسعار الايجارات في البرج بعد 9 أشهر من تدشينه وذلك بناءا على مسح للسوق والوسطاء العقاريين في تقرير نشرته "بلومبرغ" الاسبوع الماضي.
يقول التقرير أولا أن هناك 75 شقة فقط مسكونة في البرج وذلك من أصل 900 شقة اي أن نسبة الاشغال هي 8 % فقط وهو رقم منخفض خصوصا بعد مرور 9 أشهر من التدشين ، وطبعا لا دخل لمطور المشروع "إعمار" بهذا الموضوع نظرا لأن جزءا كبيرا من هذه الشقق (90 % تقريبا) تم بيعها من قبل "إعمار" وهي الآن في تصرف ملاكها..
على حسب التقرير فإن الملاك استمروا في تخفيض أسعار الإيجار من أجل جلب مستأجرين وأصبحوا يعرضون ايجارات تقل بـ 40 % عما كانوا يطلبون قبل 9 أشهر ، وعلى سبيل المثال فإنه في الوقت الحالي يطلب الملاك 6700 درهم شهريا للستوديو (مغطى بالكامل بالزجاج من الأرضية للسقف وبأرضيات رخامية وخشبية) ، أما الشقة بغرفة نوم واحدة فيطلب الملاك حوالي 10 الاف درهم شهريا وللشقة بغرفتين حوالي 15800 درهم. وبحسبة اخرى يمكن تقدير ايجار القدم المربع بـ 100 الى 120 درهم سنويا.
لو أجرينا حسبة على نسبة العائد بالنسبة للسعر السائد للشقق حاليا لوجدنا أن العائد حوالي 4 % وهو عائد منخفض مقارنة بما يمكن تحقيقه في أماكن أخرى في دبي (حاليا يبلغ سعر بيع القدم المربع للشقق حوالي 3000 درهم).
وعلى حسب وسطاء عقاريين فإن المشكلة التي يواجهها الملاك حاليا هو أن المستأجرين لا يرغبون في السكنى في برج قليل السكان وان الايجارات ستكون أعلى من ذلك كلما زادت نسبة الاشغال في البرج ودبت الحياه فيه ، وغير ذلك فإن "العنوان" المجاور والذي تملكه "إعمار" ايضا يؤجر شققا مفروشة بنفس الاسعار لذلك فإن المستأجرين يفضلون استئجار شقة مفروشة بنفس السعر في "العنوان" على أن يستأجروا شقة غير مفروشة بالبرج.