"أملاك وتمويل" .. وضوء في آخر النفق

02/06/2010 1
محمد سليمان يوسف

بتاريخ 1مايو من العام الجاري كتبت هنا في أرقام مقالا بعنوان " تمويل وأملاك".. والحلول المرتقبة وذكرت حينها فيه السيناريوهات التي تم الاستغناء عنها والسيناريوهات المرتقبة وقد بنيت تحليلي يومها على الاحتمالات المتاحة والتي افترضت أنها تشمل جميع ما يمكن اللجوء إليه بما في ذلك السيناريو السلبي المتمثل في "استمرار واقع الحال على ما هو عليه " ويبدو أن السيناريو المذكور في البند 4 من المقالة المنوه إليها أعلاه قد حظي باهتمام بنك دبي الإسلامي أو أنه كان مهتما به سابقا وجاء الوقت المناسب الآن للحديث الجدي في الأمر.

إذن يمكننا القول أن الشق الأول من السيناريو رقم 4 المتعلق بتصدي بنك دبي الإسلامي لمساعدة شركة تمويل قد تحقق أو في طريقه إلى التحقق ، ويبقى الشق الثاني من نفس السيناريو والمتعلق بشركة أملاك للتمويل.. فهل ستتصدى شركة إعمار العقارية لمساعدة أملاك باعتبارها " والدتها الشرعية " ومالك أكبر حصة فيها؟.. هذا الأمر وارد وقد ذكرته سابقا .. ولكن ومن خلال مراقبتي لما يجري في دبي  بدقة " ماليا وإداريا " أعتقد أن صانع القرار قد يفكر ألف مرة قبل أن يحمل شركة إعمار أعباء شركة أملاك لأن ذلك سيثقل كاهل إعمار كثيرا وقد يؤثر على أداء سهمها  في السوق بشكل سلبي للغاية،  ولهذا السبب فقط، أعتقد جازما أن صانع القرار سيتجه لتحميل عبء شركة أملاك لواحد من البنوك العاملة في دبي والتي تملك الحكومة فيها حصة كبيرة .. من هو البنك بالتحديد حتى هذه اللحظة لا أستطيع أن أجزم باسمه، وإن كنت أرجح أن يستقر الأمر عند بنك الإمارات دبي الوطني.

لا شك أن أي حل- يرضي الدائنين والمستثمرين صغارا  وكبارا-  لقضية " أملاك وتمويل" هو خطوة بالإتجاه الصحيح وعمل يستحق الثناء على الأقل لتقليص معاناة الآلاف من صغار المستثمرين ممن يملكون حصصا متواضعة  في هاتين الشركتين لكنها حصص مؤثرة في ميزانياتهم لأنها في الأصل مدخراتهم على مدى سنوات طويلة.

إن قيام قطاع البنوك في دبي بمساعدة الشركات المتعثرة وحمايتها من الإفلاس هو دور حيوي يجب دعمه ومساعدته من الجهات الرسمية ومن مختلف المستويات المحلية والإتحادية فلولا إقدام بنك الإمارات دبي الوطني على مساعدة شركة  الإتحاد العقارية لأشهرت إفلاسها منذ حين، ولولا وقوف بنك دبي الإسلامي خلف شركة ديار لكانت لاقت المصير نفسه والأمثلة كثيرة، ومن المتوقع  أن يتصاعد دور بنوك دبي في حل الكثير من القضايا المرتبطة بالشركات المتعثرة وبالرغم من أن هذا الدور صعب وطريقه مليء بالحفر والمطبات إلا أنه دور وطني هام سيحسب لها مستقبلا خاصة في الجانب المتعلق بإعادة الثقة لاقتصاد دبي بشكل خاص واقتصاد الإمارات بشكل عام.

أعتقد أن إقدام بنك دبي الإسلامي على خطوة اليوم مهم جدا لكن الأهم هو الاستمرار في هذه الخطوة والوصول إلى نهاية الطريق بنجاح وبما يفرح صغار المستثمرين وأن لا يصبح مصير اقتراح اليوم كمصير الإقتراحات والسيناريوهات السابقة  التي مات بعضها بعد أن ضيع الكثير من الوقت  وما زال بعضها الأخر يبحث عن شكل جديد ومناسب لتضييع الوقت،  ومما لا شك فيه أن نجاح هذه الخطوة سيعيد الثقة لاقتصاد دبي من جهة ،  وسيؤكد المرونة العالية التي يتمتع بها هذا الإقتصاد من جهة أخرى.