استمرار فشل المحاولات التي تقوم بها شركة بريتش بتروليم في ايقاف تدفق النفط في البئر المتضررة في خليج المكسيك أدى اليوم لفقدان الشركة لـ 15 مليار دولار من قيمتها السوقية حين انخفض سعر سهم الشركة بأكثر من 15 % في بورصة لندن...
وهذا التراجع يأتي بالاضافة الى مافقده السهم خلال الاسابيع الماضية منذ بداية الحادث فسعر السهم كان بحدود 650 بنسا في نهاية شهر أبريل الماضي واليوم يراوح حول 415 بنسا اي ان الانخفاض بلغ 36 % وهو مستوى انخفاض كبير لشركة ضخمة في حجم بريتش بتروليوم..
رد الفعل العنيف اليوم جاء بعد ان أعلنت الشركة خلال عطلة نهاية الاسبوع عن فشل آخر محاولة قامت بها لمنع التسرب وذلك بعد أن كانت الشركة أكدت الاسبوع الماضي ان العملية تسير بنجاح..
تكمن المشكلة في أن البئر المتضررة تقع على عمق 5000 قدم في المياه العميقة بالخليج ولم يسبق أن تم تجربة ايقاف تسرب نفطي على هذا المستوى من العمق... ومحاولة الشركة الجديدة التي أعلنت عنها اليوم تتضمن طريقة لاحتواء التسرب لم تجرب ايضا على مثل هذا العمق.. أما الحل النهائي فهو حفر آبار بجانب البئر المتضررة وذلك لتقليل قوة الضغط في البئر وبالتالي ايقاف التسرب ولكن هذا الحل يحتاج الى أكثر من شهرين لانجازه..
وأدت هذه التطورات بأن يتساءل أحد المحللين الماليين البريطانيين وهو "دوجي يونجسون" حول ما إذا كانت الشركة العملاقة بامكانهاالبقاء على خلفية التكاليف الباهظة التي ستتكبدها مستقبلا جراء هذا التسرب سواءا من ناحية التعويضات او تكاليف التنظيف وغيرها من القضايا التي سترفع على الشركة.. علما بأن التكاليف بلغت إلى حد الآن 990 مليون دولار حسب الشركة..
ايضا أشار المحلل إلى اللغة الحادة للإدارة الأمريكية حول الموضوع والاجراءات التي يمكن اتخاذها حول عمليات الشركة بخليج المكسيك خصوصا بعد الانتقادات التي وجهها مسئولون في ولاية لويزيانا للرئيس الأمريكي حول رد فعله البطئ ازاء المشكلة..
أخيرا فإن التقديرات تشير الى ان حجم التسرب يبلغ مابين 13 الف الى 19 ألف برميل يوميا أو مايقارب نصف مليون برميل منذ أن بدأت المشكلة والخوف أن يؤدي بدء موسم الأعاصير السنوي في خليج المكسيك الى تعطيل عملية الاصلاح وتوجيه النفط المتسرب إلى شواطئ كل من لويزيانا والاباما والميسيسبي..