الحكير .. وانخفاض اليورو ، ما مدى الاستفادة؟؟

31/05/2010 4
محمد النهدي

خلال الفترة الماضية شهدنا تراجعات حادة لليورو مقابل الدولار الأمريكي ليصل اليورو إلى أدنى مستوياته منذ 2006 وجاء هذا التراجع على خلفية المشاكل الاقتصادية التي شهدتها المنطقة الأوروبية ... لاشك أن الأزمة الجديدة لها تأثير على الأوضاع الاقتصادية للعالم لكن ما يهمنا في هذا المقال هو من سيستفيد من تراجع اليورو.

مبدئيا هناك العديد من الشركات السعودية سوف تستفيد من انخفاض اليورو مقابل الدولار وخصوصا الشركات التي تستورد مواد خام أو بضائع من الدول الأوروبية ومعظم هذه الشركات في قطاعي الزراعة والتجزئة...

سنتحدث في هذا المقال عن شركة الحكير التي تعتبر من أكثر الشركات في السوق استفادة بانخفاض سعر صرف اليورو مقابل الدولار وذلك لكون معظم وارداتها من الأسواق الأوروبية، مع العلم أن الشركة تقوم بتغطية جزء كبير من المخاطر الناتجة عن تقلب أسعار الصرف (التحوط).

وتعتمد سياسة الشركة المحاسبية فيما يخص تحويل العملات الأجنبية على تحويل العملة الأجنبية إلى ريال سعودي بأسعار التحويل السائدة عند إجراء المعاملة، كما يتم تحويل الموجودات والمطلوبات النقدية بالعملات الأجنبية كما في تاريخ قائمة المركز المالي إلى ريال سعودي بالأسعار السائد في ذلك التاريخ. ويتم إدراج المكاسب والخسائر الناتجة عن التحويل في قائمة الدخل.

خلال السنوات السابقة شهد اليورو ارتفاعا في سعر صرفه مقارنة بالدولار الأمريكي وكان لهذا الارتفاع أثر على هوامش ربحية الشركة مع انخفاض القوة الشرائية للريال وأدى ذلك إلى تراجع الربحية مقارنة بما كان عليه سابقا، كما يلاحظ من الجدول أدناه.

يلاحظ من الجدول أن هوامش ربح الشركة تراجعت خلال السنوات المنتهية في مارس 2008 و 2009 إلى مستوى 42 % مقارنة مع 44 % سابقا وكما هو معروف فأن اليورو شهد ارتفاعات متتالية منذ أواخر 2005 وحتى ما قبل ظهور الأزمة العالمية صيف 2008 .. كما يظهر لنا من خلال التشارت أدناه.

لو نظرنا إلى نتائج الشركة خلال العام المنتهي في 31 مارس 2010 نجد أن الشركة قامت بقيد مبلغ 44.7 مليون ريال كإيرادات أخرى ما يشكل نحو 19 % من صافي أرباح الشركة ( 41.6 مليون في العام السابق تشكل 21 %) وبمراجعة تفاصيل هذا الرقم نجد أن الشركة حققت 23 مليون ريال كأرباح من تحويل العملة في 2010 مقارنة بـ 29.5 مليون ريال في 2009. والجدول أدناه يوضح أثر أرباح تحويل العملة على نتائج الشركة.

ويجب الانتباه إلى أن الشركة تقوم بعمل تحوط ضد تقلبات أسعار الصرف وهذا سيقلل من حجم استفادتها من تراجع اليورو في حال لو لم تكن الشركة تتبع هذا المبدأ .. أيضا فأن أثر انخفاض اليورو لن يظهر بشكل سريع على نتائج الشركة وقد نرى نتائجه بشكل واضح خلال الربع الثاني (يوليو –  سبتمبر) من العام المالي للشركة في حال ظل سعر اليورو منخفضا أما الدولار.

وتجدر الإشارة إلى أن أرباح الشركة موسمية حيث تحقق الشركة أفضل النتائج خلال الربعين الثاني والثالث من سنتها المالية المنتهية في 31 مارس من كل عام والتي تتوافق مع فترة الصيف والأعياد .. في حين تنخفض ربحيتها خلال الربعين الأول والأخير بسبب العروض الترويجية وضعف الإقبال.

أخيرا ... من أهم النقاط التي لاحظتها في تقرير مجلس الإدارة هو ارتفاع الماركات التجارية لدى الشركة إلى 72 ماركة مقابل 48 ماركة العام السابق، وارتفاع عدد متاجر الشركة خلال السنة بمقدار 158 متجرا لتصل إلى 884 متجر.