السوق السعودي بين المطرقة والسندان

10/05/2010 3
بدر البلوي

بدأ يغلب على طابع السوق التذبذب العالي على مستوى المؤشر العام امتداد الي قيم وحجم التعاملات اليوميه , بدأ الربع الأول من العام بتصورات تميل نحو الايجابيه وتحديدا على قطاع البتروكيماويات , لما يحمل القطاع من عوامل ايجابيه عدة سواء من ارتفاع في أسعار النفط ومشتقاته امتدادا الي التوسعات الحاصله في الشركات المدرجه ضمن القطاع أدت الي دعم النتائج المالية كما تم الاعلان عنه في نهاية الربع الاول, لم تكن النتائج مفاجئة , كانت في حدود المنطق اذا ما نسبت الي الارتفاع الذي شهده النفط ومشتقاته خلال الربعين المنصرمين, أدت هذه النتائج الي انعكاسات سعريه ايجابيه شهدها السوق تركزت في قطاع البتروكيماويات , الي ان بدأت بوادر أزمه مالية جديده (ولكن من طراز اخر أزمة دول) تلوح بالأفق ادى هذا الاخير الي عمليات تهدئة وترقب من قبل المتعاملين بالسوق وما سيخلفه من نتائج والي أي مدى قد يصل الضرر (اذا كان هناك ضررا من الأصل), الي أن حصل ما شهدناه يوم الخميس  في السوق الأمريكي من عمليات بيع مكثف على عدد كبير من الأسهم كان أهمها سهم بروكتر اند جامبل الذي انخفض بأكثر من 25%  وسهم M3 الذي انخض أكثر من 15% وادت هذه الانخفاضات السريعه في الأسهم الأكثر وزننا في مؤشر الداو الي انخفاض أكثر من 60 شركة الي مستويات متدنيه جدا قاربت بعضها الدولار (مقارنه بالمستويات السابقه للانخفاض)  فيما وصل مؤشر الداو الي هبوط بشكل حاد بأكثر من 1000 نقطة وذلك قبل الاغلاق بساعه تقريبا جميع هذه العوامل التي حصلت وحالة الهلع التي دبت في الأسواق ادت بدورها الي انخفاض النفط في تلك الليله الي مستويات 75 دولار تقريبا واليورو الي ما دون 1.25 .- قد يكون سؤال من المستفيد مناسب-

تفاعل السوق السعودي مع هذه العوامل الخارجية يوم السبت 8/مايو/2010 بشكل قوي , فكانت ردة فعل السوق (المستثمرين) متوازيه نسبيا مع ما حصل في السوق الأمريكي , فقد انخفض سوق الأسهم السعودي بأكثر من 5% في تلك الجلسه , رغم الايجابيه التي تحملها الكثير من الشركات في السوق .

فقد أصبح المستثمر السعودي يميل بشكل حاد الي الشك في جميع تعاملاته , من الصعب عليه قراءة النتائج المالية المستقبلية للشركات بسبب الضبابيه والتعتيم المبالغ فيه عند اصدار التقارير الماليه , واضف الي ذلك انخفاض الثقافه المالية لدى عدد كبير من المتعاملين , وغياب شبه كامل للمؤسسات المالية , وعدم وجود صانع السوق كما هو معمول به في عدد من الدول , جميع هذه العوامل مجتمعه ستؤدي بدورها الي تذبذبات عاليه في السوق يقودها عدد من المضاربين المتمرسين حتما سيكون الأثر سلبي اذا تم الحال على ما هو عليه.

أخيرا يتبادر بذهني سؤال كلما رأيت الية الانخفاض الحاد (هل يوجد من يتعامل بالسوق السعودي –بالبيع على المكشوف-)؟؟

لو اعدنا النظر الي الية  الانخفاض التي حصلت بالشكل العامودي , كما نراه عادة في السوق السعودي ,لا ينتج الا من عمليات البيع على المكشوف , فبما أننا لا نتعامل بهذه الاليه قد يكون من المنطقي اعادة النظر في عمليات البيع التي تمت يوم السبت على بعض الأسهم وليس الكل .....