لم تتمكن بورصة قطر هذا اليوم من مقاومة الضغوط الكبيرة الناتجة عن عمليات بيع مكثفة قادتها المحافظ الأجنبية منفردة، في أعقاب ليلة تراجعت فيها مؤشرات الأسهم العالمية في بورصات أوروبا وأمريكا الشمالية، وآسيا باستثناء مؤشر نيكاي في طوكيو. وقد تدنت مؤشرات الأسهم الأوروربية إلى أقل مستوى لها في شهرين، وفقدت كل ما كسبته من ارتفاعات في عام 2010. كما تراجع سعر صرف اليورو إلى مستوى 1.28 دولار، وذلك بسبب المخاوف من أن يصطدم الاتحاد الأوروبي - الذي يُقال بأنه لم يتعامل مع قضية ديون اليونان بالحسم المطلوب-مع مشاكل ديون لدول أخرى كأسبانيا والبرتغال وإيطاليا. ولم تكن بورصات دول الخليج بعيدة عما يجري حيث تراجعت كل مؤشراتها هذا اليوم بنسب تراوحت ما بين 0.4% في كل من دبي والبحرين، وواحد بالمائة في كل من السعودية والكويت ، و0.77% في أبوظبي و0.53% في مسقط.
ووسط هذه الأجواء كانت المحافظ الأجنبية في بورصة قطر تبيع بشكل غير عادي، بما قيمته 72 مليون ريال صافي، في مواجهة مشتريات صافية للقطريين الأفراد بقيمة 30.4 مليون ريال، وللمحافظ القطرية بقيمة 25.2 مليون ريال، ولغير القطريين الأفراد. بقيمة 16.4 مليون ريال. وقد بدأ التداول بانخفاض كبير للمؤشر يقارب المائة نقطة وتجاوزها في الدقائق الأولى إلى نحو 113 نقطة، ثم قلص المؤشر خسائره إلى 96 نقطة، واستقر هنالك معظم الوقت، ليصل عند الإقفال إلى مستوى 7416 نقطة بانخفاض 101 نقطة عن إقفال الثلاثاء. وأظهرت المؤشرات القطاعية أنه باستثناء قطاع التأمين- الذي ارتفع مؤشره بنسبة 7.71%- فإن بقية المؤشرات قد انخفضت بنسبة 1.3% للبنوك وللخدمات، وبنسبة 1.67% للصناعة. وقد كانت تحركات المؤشر على النحو التالي:
وقد جاء سعر سهم كيوتيل في مقدمة المنخفضين بنسبة 2.78% ثم دلاة بنسبة 2.17% ثم فودافون بنسبة 2.1% و البنك التجاري بنسبة 1.85%، وناقلات بنسبة 1.8% ثم صناعات بنسبة 1.75%. وفي المقابل ارتفعت أسعار أسهم عشرة شركات في مقدمتها الرعاية بنسبة 6.40% والطبية بنسبة 6.25% بدون مبرر لهذا الارتفاع المفاجئ (!)، ثم الخليج التكافلي بنسبة 2.99% وزاد بنسبة 1.5% ثم الدوحة للتأمين بنسبة 1.31%. وظلت أسعار أسهم أربع شركات بدون تغير منهما اثنتان لم يجر عليهما تداول.
وقد أسفرت عمليات التداول عن ارتفاع ملحوظ في إجمالي حجم التداول إلى 430.6 مليون ريال بزيادة بنسبة 77.5% عن اليوم السابق، وكانت صناعات في مقدمة الشركات التي جرى عليها التداول بقيمة 51.7 مليون ريال، ثم فودافون بقيمة 42.3 مليون ريال، ثم بروة بقيمة 36.6 مليون ريال، وناقلات بقيمة 32.6 مليون ريال. ومع نهاية اليوم كانت القيمة الرأسمالية لجميع الأسهم قد انخفضت بنحو 5.6 مليار ريال وبنسبة 1.4% إلى 407.6 مليار ريال.
وبالمحصلة، ضيعت البورصة فرصة التماسك فوق مستوى 7500 نقطة ولم يتمكن المؤشر بالتالي من إكمال حرف دبليو والارتداد إلى أعلى، وهبط إلى مستوى 7416 نقطة، فاتحاً الطريق بذلك لمزيد من الانخفاضات في الغد، خاصة وأن المؤشرات العالمية كانت لا تزال اليوم في حالة تراجع.