إلغاء صفقة آبار وأرابتك اليوم كان مفاجئا للكثيرين لأنه جاء بعد تأكيدات على المضي قدما بها، وبعد هالة إعلامية أوهمت الكثير بقرب تحققها لا سيما مع قرار آبار إصدار سندات قابلة للتحويل لآيبيك بقيمة 7.3 مليار درهم قلت في مقال سابق أنه ربما ستستخدمها لتمويل شراء 70% من أرابتك.
إلغاء الاتفاقية ربما جاء من خلاف على سعر التحويل (2.30 درهما للسهم)، أي ربما أرابتك اعتقدت أنه سعر منخفض وطلبت رفعه، أو اعتقدت آبار أنه سعر مرتفع وطلبت خفضه، وقد يكون حصول أرابتك على وعد من نخيل وغيرها بسداد مستحقاتها عاملا في ذلك.
ربما يكون سبب الإلغاء أيضا ما نتج عن الفحص المالي والفني الذي كانت تقوم به آبار في أرابتك والذي تم تمديده إلى أبريل بدلا من فبراير.
وقد يكون تغير النظرة إلى موضوع الشراكة بين الشركتين هو السبب الرئيس، فلماذا شراء آبار لـ 70% من أرابتك بمبلغ 6.4 مليار من خلال سندات؟ وهذا المبلغ يمكّن آبار من إنشاء أكبر شركة مقاولات مدعومة بتجهيزات وموظفين وعمال دون الحاجة إلى شراء حصة في شركة أخرى، ولكن آبار تميل في سياستها إلى الاستحواذ لا إلى الإنشاء، لذا قد يكون سيناريو أرابتك في السعودية مع مجموعة "بن لادن" العملاقة أحد الأهداف المتفق عليها بين الطرفين: بحيث يتم إنشاء شركة لأرابتك في أبو ظبي تؤسسها الشركتان وبملكية مشتركة وبإدارة أرابتك وخبرتها، ويدعم هذا التوجه ما ذكرته الشركتان في بيانهما اليوم: "اتفقتا على التعاون والتواصل معا في المستقبل وتشكيل شراكة استراتيجية في أبو ظبي".
دخول سوق أبو ظبي والحصول على سيولة هو هدف الشراكة الملغاة الأساسي في يناير، وبالإمكان تحقيق هذا الهدف بشركة تابعة ذات كيان مستقل ومملوكة من الطرفين.
أسباب الإلغاء لم تعلن ولم يتم توضيحها من قبل أي من الشركتين، وماذكر أعلاه هو افتراضات قد تكون صحيحة أو خاطئة.
ما يجب عدم تكراره مرة أخرى هو: طريقة إعلان الصفقة بداية: من خلال إشاعة ثم نفي رسمي ثم تأكيد رسمي، ثم طريقة التعاطي مع الإعلام فيما يخص فترة الفحص الفني والمالي، وأخيرا عدم الإفصاح عن سبب إلغاء تلك الصفقة بعد التطبيل لحتمية تحققها.
البعض كان يسمي الصفقة الملغاة اندماج وهي ليست كذلك لأن كلتا الشركتين ستبقيان كيانين مستقلين فيما لو كانت الصفقة قد تمت.