كان أداء البورصة في الأسبوع الأول من أبريل مغايراً تماماً لما كان عليه في الأسبوع السابق من عدة نواحي؛ فمن ناحية سجل مؤشر البورصة ارتفاعات يومية تباينت في مستوياتها، ولكنها في المحصلة جمعت 163.5 نقطة أو ما نسبته 2.2% ليصل بها المؤشر إلى مستوى 7635.5 نقطة، وليكون بذلك على مسافة 25 نقطة فقط من حاجز المقاومة القوي. ومن ناحية أخرى ارتفع إجمالي حجم التداول إلى 1.95 مليار ريال مقارنة بـ 1.56 مليار في الأسبوع السابق في حين سجلت أسعار أسهم بعض الشركات ارتفاعات إلى مستويات جديدة لم تصلها منذ وقت طويل، ومن ذلك أسعار أسهم شركات مثل الخليجي والريان والوطني.
وقد كان لبدء الإعلان عن نتائج بعض الشركات عن مستويات أرباحها في الربع الأول من العام 2010 مقارنة بمثيلاتها من العام السابق أثره المساعد في تحقيق ما أنجزته البورصة خلال الأسبوع. فالوطني فاجأ الأوساط المالية بإعلان مبكر عن زيادة في الأرباح الفصلية بنسبة 25% إلى مستوى 1265.8 مليون ريال. وأعلنت دلالة عن قفزة في مستويات أرباحها الفصلية إلى 6.1 مليون ريال مقارنة بـ 2.1 مليون ريال في الربع المناظر من العام السابق، وارتفعت أرباح الإجارة من 16.6 مليون ريال إلى 41.6 مليون ريال في نفس الفترة. هذا الاستهلال المبكر والجيد لأرباح الشركات في الربع الأول من العام قد أعطى البورصة ما كانت تحتاجه في الأسبوع السابق من جرعة منشطات قوية لمواصلة الارتفاع رغم ما بدا بين الحين والآخر من محاولات جني أرباح تدفع بالمؤشر نحو الانخفاض.
وقد كنت قد استشعرت في الأسبوع السابق إمكانية حدوث مثل هذه الارتفاعات، في وقت قد تتراجع فيه أسعار أسهم شركات مهمة كصناعات في مرحلة ما بعد انعقاد جمعياتها العمومية، ولذا سميت المقال:" إرهاصات مرحلة جديدة في أداء البورصة". وقد كان ذلك تعبيراً دقيقاً وتنبؤاً صحيحاً لما حدث بالفعل هذا الأسبوع حيث أظهر نمط التداول إصراراً على تحقيق ارتفاع يومي للمؤشر ولو بنقاط محدودة، ومن ثم شكل إرهاصات لمرحلة جديدة ، وإن بدت في ولادتها متعسرة بعض الشيئ.
ويمكن القول الآن إن النجاحات المتتالية في الاقتراب من حاجز المقاومة، قد مهدت السبيل لقفزة قوية قد تنقل المؤشر في الأسبوع القادم إلى مستويات جديدة لم تعرفها منذ عام ونصف وهو ما قد يبدو واضحاً من الشكل المرفق المأخوذ عن موقع أرقام.
وقد لا يكون من باب التفاؤل فقط الحديث الآن عن وصول قريب لمؤشر البورصة إلى مستوى 8000 نقطة في مدى يومين أو ثلاثة، وذلك انطلاقاً من المعطيات التالية:
• أن أسعار أسهم بعض الشركات القيادية باتت مرشحة للوصول إلى مستويات جديدة من بينها الوطني وصناعات وكيوتيل وناقلات، كما أن أسعار أسهم البنوك على وجه الخصوص قد تميل إلى تحقيق ارتفاعات جديدة على ضوء ما يُتوقع أنها حققته من أرباح في الربع الأول، ومن ذلك الريان والخليجي الدولي.
• أن كسر حاجز المقاومة القوي سوف يُعطي أسعار أسهم الشركات بوجه عام دفعة قوية لمواصلة الارتفاع في ظل الإدراك المتزايد بأن هناك رضى حكومي على هذا الارتفاع وتشجيع له بوسائل شتى كي ينسجم واقع البورصة مع الوضعية المتميزة للاقتصاد القطري في عام 2010.
• أن عودة المحافظ الأجنبية للشراء، وإقتناع أعداد متزايدة من المتعاملين بأن ما يجري من نشاط في البورصة ليس حدثاً عابراً وسيزول وإنما هو عودة حميدة للانتعاش سوف يساعد ولا شك على تحقيق زيادة في مستويات الطلب على الأسهم بما يرفع الأسعار.
ويظل ما تقدم رؤيتي الشخصية لما حدث في البورصة في أسبوع مضى، وما قد يحدث في أسبوع آت، وهي رؤية تحتمل الصواب والخطأ، وإن كنت أشعر بأن الاقتراب من مستوى 8000 نقطة قد بات وشيكاً، والله أعلم.
شكرآ لكـ
الكاتب إسمه بشير يوسف الكحلوت وليس يوسف الكحلوت