لازالت بعض اثأر ألازمة المالية التي حلت على الأسواق و الشركات بنهاية العام 2008 و التي كانت شركات الاستثمار و إدارة الأموال الفريسة الأكبر لها، تظهر تباعا عند بعض الشركات و تجر معها شركات أخرى، يوم أمس تفجرت من جديد مسالة متعلقة بشركة " غلف انفست " الكويتية و التي كانت على وشك الإفلاس خلال العام الماضي، تتلخص في عجز هذه الشركة عن سداد احد قروضها و الذي استحق في شهر مارس الماضي لبنك " ابوظبي التجاري " و البالغة قيمته 200 مليون درهم.
المشكلة لم تقتصر على المدين و الدائن فقط فقد دخلت أطراف أخرى أهمها شركة " شعاع كابيتال " و التي تلعب دور الضامن هنا، حيث تحول الالتزام لها مما يجعلها في اعتقادي المتضرر الأكبر من هذه القضية.
تعود بداية القصة إلى قيام شركة " غلف انفست " في العام 2006، و بترتيب من شركة " شعاع كابيتال " بالاستحواذ على شركة " فرص الإمارات 3 المحدودة " بقيمة تجاوزت الـ 51.9 مليون دينار كويتي ( 659.1 مليون درهم )، و من أهم نتائج هذا الاستحواذ هو حصول شركة " غلف انفست " على حصة إضافية من شركة " الأهلية القابضة " المدرجة أيضا في سوق الكويت، تقدر بحوالي 19 % لترتفع ملكية " غلف انفست " في الشركة من 11 % إلى 30 %.
وفي العام التالي ( 2007 )، قامت شركة " شعاع كابيتال " بترتيب قرض لشركة " غلف انفست " من بنك " ابوظبي التجاري " بضمان شركة " شعاع " نفسها، بالإضافة إلى رهن الأسهم التي امتلكتها شركة " غلف انفست " في " الأهلية القابضة " و البالغة نسبتها 19 % مقابل القرض.
واليوم وبعد تعثر شركة " غلف انفست " عن سداد القرض، تحول الالتزام على شركة " شعاع كابيتال " بالإضافة إلى أسهم شركة " الاهلية القابضة " المرهونة و التي كانت تقدر قيمتها في العام 2007 في حدود 31 مليون دينار كويتي ( 394 مليون درهم )، بينما هي بأسعار اليوم لا تتجاوز 4.6 مليون دينار كويتي ( 58 مليون درهم ).
من ناحيتها " شعاع " تحوطت مقابل الالتزام في نهاية العام 2009، بتكوين مخصصات بقيمة 156.6 مليون درهم مما يبعد أي اثأر مالية سلبية في المستقبل على نتائج الشركة، إلا انه في المقابل إذا ما اضطرت الشركة إلى تسييل الأسهم المرهونة بقيمتها الحالية لسداد القرض ستفقد الشركة أي أمل في رد هذه المخصصات و التي ستتحول إلى خسائر فعلية.
بقي ان نشير في الأخير إلى انه و لسوء الحظ جميع الأطراف المتشابكة في هذه المعاملة، مرت بظروف عسيرة خلال العام الماضي، فشركة " شعاع " و " غلف انفست " كانتا على وشك الإفلاس لولا زيادة راس مال الاولى بتحويل سندات مجموعة دبي القابضة إلى أسهم، و إطفاء الخسائر المتراكمة بالاحتياطيات مع تخفيض رأس المال في الثانية، كما ان شركة " الأهلية القابضة " المرهونة أسهمها ليست بأحسن حال منهما، حيث بلغت خسائرها المتراكمة أكثر من 60 % من رأسمالها، هذا بالإضافة إلى أن بنك " ابوظبي التجاري " من أكثر البنوك تعرضا للقروض المتعثرة في إمارة ابوظبي..
لسان حال شعاع وبنوك الامارات يقول: كل ما قلت هانت جد علم جديد