اتصل بي أحد الأصدقاء اليوم الإثنين الموافق 29/3/2010 في الساعة التاسعة وخمسة وثلاثون دقيقة صباحا وهو ممن يتاجرون ويضاربون في سوق دبي المالي باستخدام شبكة الإنترنت وقال لي غاضبا .. لماذا كل هذا التغاضي من قبل الصحافة عما يجري في شاشات التداول الخاصة بسوق دبي المالي ، فاستمهلته وطلبت منه الإفصاح عن ما يغضبه بهذا الشكل فأجاب بصوت متهدج .. يا أخي كنت منذ عشرين يوما قد وضعت على أحد الأسهم طلب بيع بالصغية الشهرية – هو ذكر لي اسم السهم - عند السعر 1.09 وبالأمس جرى تنفيذ كل الطلبات عند سعر 1.08 وأصبح عرضي هو الأول في الطابور ولكني اليوم عندما فتحت الشاشة لأراقب طلبي صعقت عندما رأيت في طابور العروض عرض واحد بمليون سهم أصبح أمامي وله أفضلية التنفيذ قبلي ثم راح يسألني اسئلة سريعة وقصيرة .. من يفعل ذلك ؟ .. وكيف يحدث ذلك ؟ ولمصلحة من يتم تأخير طلب أو عرض ؟ وهل هذا الأمر قانوني ؟ .. وهل يوجد غير السوق قادر على تغيير مواقع الطلبات ؟ .. هل هو الوسيط ؟ .. هل هناك مضاربون كبار يتآمرون ؟ .. هل هم الهوامير ؟ .. وهل يحدث هذا الأمر معي أم يحدث مع الآخرين ؟ .. لقد طرح الرجل علي ألف سؤال وسؤال .. وبالطبع أنا لا أملك إجابة واحدة عن أي من أسئلته المنهمرة كالمطر .. فقلت له انتظر وسأحاول أن أفهم وأرد عليك خدمة لوجه الله تعالى.
بحثت في قائمة الأرقام الموجودة في هاتفي واتصلت ببعض القادرين على الإجابة وحكيت لهم القضية برمتها والأسئلة التي نتجت عنها فحصلت على إجابة قد لا تكون الحقيقة كاملة لكنها على الأقل تعطي تفسيرا لما يحدث ، وفهمت أن الخلل في نظام السوق وبأن هذا النظام يقدم أحيانا الطلبات والعروض على طلبات وعروض أخرى موجودة سابقا وفهمت أيضا أن هذه المشكلة موجودة منذ نحو ثلاثة أشهر أي منذ أن تم وضع النظام الجديد في الخدمة، وبأن إدارة السوق تحاول حلها ولم تجد لها حلا كل هذه المدة وفهمت أيضا أن حل مشكلة الخلل الفني لن تكون جاهزة قبل مضي آسبوعين آخرين وبالتالي لا تتفاجأ أيها المتداول في سوق دبي إن وجدت طلبات وعروض تحتل موقعك وتدفعك إلى الخلف - شغب الطابور - وتأخذ دورك فهذا الأمر وارد حتى هذه اللحظة في نظام سوق دبي .
حملت ما حصلت عليه من إجابة كافية لكنها غير شافية ووضعتها في أذن صديقي فثار وغضب وألقى بالكثير من الكلام القاسي وهو محق بالتأكيد فالمسألة متعلقة بالمال وخلل كهذا قد يحول الربح إلى خسارة والقضية ليست مقتصرة على شخص واحد بل هي تحدث يوميا مع عشرات وربما مئات المضاربين ولو أن الجميع اعترض على ما يجري لربما أوقع السوق وإدارته في معضلة ولولجأ بعض المتضررين إلى القضاء لربما دفع السوق لمعالجة الخلل الفني بسرعة أكبر مما يفعل حاليا .
لا شك أن مثل هذا الخلل يحدث في كل أسواق العالم والأمر لا يقتصر على سوق دبي فقط لكن الذي يحدث في الاسواق الأخرى على الأقل أنه يتم التنويه إلى وجود مثل هذا الخلل ويسارع إلى إصلاحه أما أن يستمر الخلل كل هذا الوقت – ثلاثة أشهر - فهذا يعني أننا أمام أمرين إما أن النظام وضع في الخدمة وهو غيرجاهز ولم يتم اكتشاف ذلك أثناء فترة الإختبار وهذه مشكلة أو أنه اكتشف وتم التغاضي عنه وهذه مشكلة أكبر ، أما إذا كان الخلل قد حدث بعد نجاح النظام في تجاوز الفترة التجريبية وهنا يجب أن يكون النظام مضمون ضد العيوب التشغيلية من قبل مصمم الجهاز ومنتجه ومن المفترض أن يتم إصلاح الخلل ضمن فترة لا تزيد عن اسبوع وليس ثلاثة أشهر كما حو الحال الآن .
إن الكثير من المتداولين تعرض للضرر خلال الأشهر الثلاثة الماضية بسبب هذا الخلل وبلا شك فإن الكثير منهم سيتعرض للضرر خلال الفترة المتبقية قبل إصلاح الخلل.. والسؤال هو من الذي سيعوض هؤلاء المتضررين؟ .. وكيف سيثبتون حجم الضرر الذي أصابهم ؟ .. ولو كنت أنت يا من تقرأ هذا المقال ضحية هذا الخلل ماذا كنت ستفعل ؟ .. أفدنا يرحمك الله .
ما عندك أحد؟؟؟