تُعد الأوقاف التعليمية أحد أهم الأدوات والوسائل الداعمة لاستدامة المؤسسات الأكاديمية وتطوير برامجها المتعددة وكذلك خدماتها للمستفيدين مثل الطلاب في التعليم العالي والتعليم الجامعي. تزداد الحاجة لتوعية مجتمع الجامعات وقطاع الأعمال بأهمية دعم التعليم الجامعي بالأوقاف لما لذلك من فائدة في تطوير التعليم في المملكة. كما أن تعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص يسهم في تحقيق رؤية المملكة 2030 في مجال التعليم الجامعي.
كان منتدى أوقاف التعليم الجامعي المنعقد في مقر إحدى الجامعات في العاصمة الرياض نموذجاً فعالاً في تحفيز هذا الوعي. حيث شاركت بعض الجامعات السعودية تجربتها الناجحة في هذا المجال الاستراتيجي. وللمنتدى أهداف عديدة منها التعريف بمفهوم الأوقاف التعليمية وأثرها في دعم الجامعات، واستعراض دور الجامعة المضيفة في تطوير مبادرات الأوقاف، وعرض فرص الاستثمار الوقفي في دعم البحوث العلمية والابتكار، ومناقشة التحديات التي تواجه الأوقاف التعليمية وسبل معالجتها، وتعزيز ثقافة الوقف لدى رجال وسيدات الأعمال في القطاع الخاص والجهات المجتمعية، والاستفادة من تجارب جامعات عالمية في أوقاف الجامعات.
كما كان للمنتدى أربعة محاور أولها عن مفهوم الأوقاف التعليمية ودورها الوطني، وتعريف الوقف التعليمي وتطوره التاريخي، والعلاقة بين الأوقاف ورؤية 2030، خاصة في مسار الاستدامة المالية للجامعات. كان المحور الثاني عن أوقاف الجامعة المضيفة – الواقع والمبادرات، وعرض أبرز المبادرات الوقفية القائمة في الجامعة (مثل دعم المنح الدراسية، البحوث، تطوير البنية التحتية)، ونماذج من المشاريع التي استفادت من دعم الأوقاف. شمل المحور الثالث الفرص المستقبلية للأوقاف في الجامعة المضيفة للمنتدى، وبرامج وقفية مقترحة، وصندوق دعم الطلاب المتفوقين، وقف للبحث العلمي والابتكار، وقف لبناء معامل متطورة وبرامج تدريبية، وشراكات مجتمعية مع القطاع الخاص. كان المحور الرابع والأخير عن التحديات وآليات التطوير ضعف الوعي المجتمعي بالوقف التعليمي، وآليات الحوكمة والشفافية، والحاجة لخطط استثمارية مبتكرة، وأهمية بناء فريق إداري متخصص لإدارة الأوقاف. وعن الفئات المستهدفة من المنتدى فقد استهدف أعضاء هيئة التدريس، رجال وسيدات الأعمال، والطلاب المهتمون بالعمل الوقفي، والجهات الداعمة والعمل المجتمعي، ومؤسسات القطاع الخاص.
يوصي المنتدى بتأسيس صندوق وقفي دائم في الجامعة المضيفة بإدارة احترافية، وإطلاق حملة تعريفية مستمرة لرفع الوعي بأهمية الوقف التعليمي الجامعي، وبناء شراكات استراتيجية مع القطاع الخاص لتمويل مبادرات مبتكرة، وتطوير منصات تتيح للمتبرعين متابعة أثر مساهماتهم بشفافية، والربط بين الأبحاث الجامعية والاحتياجات التنموية للمجتمع من خلال دعم وقفي مباشر.
الخلاصة: الوقف التعليمي الجامعي ليس مجرد دعم مالي، بل استثمار في الإنسان والمعرفة والتنمية المستدامة.
نقلا عن صحيفة اليوم


