يشهد الاقتصاد الرياضي في المملكة نموًا ملحوظًا خلال السنوات العشر الأخيرة، وذلك مدفوعًا بقوة برؤية المملكة 2030 التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد الوطني وتعزيز دور القطاع الرياضي كأحد المحركات الاقتصادية الرئيسية في النمو الاقتصادي الشامل المتكامل.
زاد الاهتمام بالرياضة في المملكة في العقود الثلاثة الأخيرة، واصبحت رافداً اقتصادياً واعداً يعول عليه في الصناعات والتجارة الرياضية مثل الملابس والمنتجات الاستهلاكية والكمالية التي يتم الترويج لها من خلال النجوم الرياضية والأندية المتميزة. ولقد انتهزت شركات هذه الفرصة لتسويق منتجاتها بين الرياضيين والمشجعين والمستهلكين. ولأهمية هذا القطاع الحيوي في المملكة فقد تأسست شركات وقنوات فضائية تهتم بالاستثمار في هذا القطاع سريع النمو والجاذبية.
نمو القطاع الرياضي السعودي
تنامت مساهمة القطاع الرياضي السعودي في الناتج المحلي، بحيث بلغت مساهمته القطاع في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة حوالي 21.6 بنهاية عام 2023. مع توقعات بزيادة هذه المساهمة إلى 82.5 مليار ريال بقرب عام تحقق الرؤية في عام 2030 ما يعكس نموًا سنويًا تراكمياً بنسبة 21%. والجدير بالإشارة هو تجاوز إيرادات الأندية المدعومة حكومياً إيرادات الأندية غير الحكومية في السعودية بحوالي ملياري ريال خلال عامين، مما يشير إلى ازدهار الاستثمار في الأندية الرياضية. ولقد زادت فرص العمل بالقطاع الرياضي في الوقت الراهن بأكثر من 22 ألف فرصة عمل مباشرة، مع التخطيط لتوفير أكثر من 165 ألف فرصة عمل بحلول عام 2030.
المردود الاقتصادي لاستضافة كأس العالم 2034
يُعد فوز المملكة باستضافة كأس العالم في عام 2034 نقطة تحول استراتيجية في تعزيز الاقتصاد الرياضي، حيث يُتوقع أن يسهم الحدث في جذب الاستثمارات، تطوير البنية التحتية، وتعزيز السياحة الرياضية. ستخلق مشاريع البنية التحتية الأف الوظائف للسعوديين الحريصين على العمل وكذلك للمستثمرين السعوديين في هذا المجال. ويتوقع أنة تساهم استضافة كأس العالم في عام 2034 في زيادة الناتج المحلي الإجمالي بمليارات الريالات نتيجة مجيء السياح الرياضيين من الخارج. لا شك أن الحدث الرياضي العالمي سيكون له أثر إيجابي على السياحة والترفيه والفنادق والشقق المفروشة والمواصلات والمطاعم والخدمات الأخرى مثل الاتصالات داخل وخارج السعودية.
العمل قائم الأن لتشييد الملاعب التي سوف تستقبل الفرق الرياضية من مختلف دول العالم. وبخصوص الترويج الاعلامي العالمي سيكون لكأس العالمي في 2034 دور كبير في تسويق الصورة الذهنية والسمعة الإيجابية للمملكة. وسيكون المردود الاقتصادي في التنويع لمصادر الدخل الوطني. المتوقع أن يساهم كأس العالم في المملكة في عام 2034 بحوالي 56 إلى 88 مليار ريال حسب التقديرات الأولية وقد تتجاوز هذه الأرقام الأولية.
مبادرات دعم الاستثمار الرياضي
تم إطلاق مشروع الاستثمار والتخصيص للأندية الرياضية، بهدف تحفيز القطاع الخاص وتمكينه من المساهمة في تنمية القطاع الرياضي. كما أنه تم إطلاق منصة «نافس»، لتسهيل إجراءات الاستثمار في القطاع الرياضي، مما أسهم في إصدار آلاف الرخص لمراكز وصالات رياضية وأندية.
التوقعات المستقبلية
من المتوقع أن يشهد القطاع الرياضي السعودي نموًا مستدامًا، مع التركيز على تطوير البنية التحتية، استضافة الفعاليات الرياضية الكبرى، وتعزيز الشراكات مع القطاع الخاص، مما سيسهم في تحقيق أهداف رؤية السعودية 2030 وتعزيز مكانة المملكة على مستوى الساحة الرياضية العالمية.
نقلا عن اليوم