الرضا الوظيفي والاستدامة

25/07/2024 0
د.عبد الوهاب بن سعيد القحطاني

نسمع دائماً عن الرضا الوظيفي من الموظفين والمدراء في منظومات الأعمال وحتى في وسائل التواصل الاجتماعي، قد يشتكي بعض الموظفين من عدم ارتياحهم في العمل لأسباب عديدة مثل أسلوب المدير في التعامل معهم أو التسلط والتعسف والتنمر الذي يضايق الموظف ويجعله غير منسجم مع بيئة العمل، أسباب ذلك لا تنحصر في الإدارة فحسب، بل تشمل زملاء الموظف الذين لا يتعاونون معه في العمل أو يسببون له مشاكل تتعبه نفسياً وربما تؤدي إلى المغادرة إلى منظومة أخرى يرتاح فيها وينتج بسبب راحته النفسية وما ينتج عنها من استقرار ذهني واستدامة للوظيفة وبالتالي استدامة واستقرار لمنظومة الأعمال.

يعرف الرضا الوظيفي بأنه الحالة النفسية الإيجابية تجاه الوظيفة وما يرتبط بها من شعور، وتساهم فيه عدة عوامل أهمها هوية الموظف وعلاقاته بالإدارة وزملاءه والمحفزات المالية والنفسية وبيئة العمل المحيطة به، الحقيقة أنه كلما استقر الموظف نفسياً في وظيفته زادت إنتاجيته وقلت تكلفة الأداء، بل تزيد الكفاءة والوفرة المالية والربحية والنمو والمنافسة لمنظومة العمل مهما كان حكومياً أو خاصاً، كذلك يعرف الرضا الوظيفي بأنه يمثل حصيلة لمجموعة العوامل ذات الصلة والعمل الوظيفي والتي تقاس في الأساس بقبول الفرد ذلك العمل بارتياح ونفس راضية وفاعلية في الإنتاج .

الاستدامة للمنظومات تتطور وتنمو لتصبح ضمن محفزات المنافسة ويصبح على مستوى كفوء من الجودة والمبادرة والابداع الذهني والابتكار، وهذه عوامل تدفع منظومات الأعمال نحو التوسع والريادة الداخلية ما يساهم في تكوين جيل من الملتزمين والمتفانين والموالين للعمل والمنظومة، وبوجه عام الرضا الوظيفي الإيجابي يرتقي بمنظومات الاعمال نحو الميزة التنافسية، للجانب الإنساني في إدارة الموظفين دور فاعل في رضاهم واستمرارهم مع منظومات عندما يجدون أنفسهم مرتاحين من الإدارة والزملاء وبيئة العمل المحفزة، تمكين الموظفين من مهام الإدارة الناجحة لإعداد موارد بشرية على مستوى عال من المهارات والمعرفة والخبرة.

بالطبع للجانب المالي في الوظيفة مثل الراتب أثر كبير في الرضا الوظيفي للموظف، خاصة إذا تحققت العدالة في العمل أو الأداء المناسب مقابل التعويض المالي المناسب فلا ضرر ولا ضرار، ينظر الموظف اليوم للإنصاف فيما يؤديه من عمل أو أداء مقابل ما يستلمه من راتب. وقد برزت نظريات عديدة في هذا الجانب مثل نظرية التوقع ونظرية العدالة ونظرية الهدف وغيرها من النظريات في علم النفس وعلم الاجتماع وعلم السلوك وغيرها من العلوم الإنسانية ذات العلاقة.

 
 
 
 
 
 
نقلا عن اليوم