للمسؤولية الاجتماعية جوانب إيجابية كثيرة منها الخيرية مثل العناية بالمحتاجين للرعاية الصحية والفقراء وغيرهم. تعدد أوجه تلبية الاحتياجات كثيرة، حيث أهمها المسؤولية المجتمعية ذلك الوجه المباشر الذي يهتم بالمحتاجين لأساسيات الحياة من طعام ومسكن ومشرب وقضاء الاحتياجات الأساسية. الكثير من الناس يحتاجون للمال لدفع فواتير إيجار المسكن والكهرباء والاحتياجات الأساسية من ماء وغذاء وملبس، خاصة خلال الأحوال الاقتصادية الصعبة التي تتضخم خلالها الأسعار. بعض الشركات والأفراد يوقفون نسبة من أموالهم على الأعمال الخيرية المتعددة الأوجه. الشركات التي تنفق نسبة من عائداتها الربحية على الأعمال الخيرية سواء لوجه الله أو لتحقيق عائدات مستقبلية وسمعة مجتمعية تساهم في استدامة النمو والعائدات، حيث تضع ذلك في خطتها الإستراتيجية في المدى البعيد.
ومن هؤلاء المنفقين في المسؤولية المجتمعية رجل الأعمال الأستاذ عبدالله بن عبدالرحمن العقيل الذي رحل قبل عدة أيام رحمه الله وغفر له وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة، فهو يعد أحد المؤسسين لمكتبة جرير فقد ذاع صيته في مجال الأعمال الخيرية المتعددة Philanthropic Work وترك وراءه بصمة وسمعة طيبة وسجلا حافلا بالخير في مجال الأعمال الخيرية، حيث يعد نموذجا في هذا المجال الخيري. كان يعمل رحمه الله بصمت لتلبية احتياجات الكثير من المحتاجين. لقد كان رحيله صعبا على المحبين له ولأعمال الخير. بركة الشركات والأفراد تأتي من الأعمال الخيرية. لقد ضرب الأستاذ عبدالله العقيل أمثلة عديدة في مجال المسؤولية المجتمعية واستحق بذلك السمعة والذكر الطيب قبل وبعد رحيله.
تعد المسؤولية المجتمعية الخيرية Philanthropy أعلى مستويات مسؤوليات الشركات تجاه مجتمعاتها لأنها متعددة الجوانب كما ذكرت في بداية مقالي، فهي مسؤولية عطاء وتنمية للمجتمع ولا تشترط المقابل المادي من الذين يتلقون الدعم أي أنها غير مشروطة، بل أخلاقية في مضمونها الإنساني. تساهم المسؤولية المجتمعية في تطوير الاقتصاد والمجتمع بالتكافل والعمل الخيري. الفرق بين العمل الخيري المستدام والتبرعات أن الأول متواصل وغير مشروط بينما الأخير غير ذلك وربما يكون مشروطا. تعددية الأعمال الخيرية تعبر عن الرغبة في تحسين حياة الآخرين من خلال المساهمة السخية بالمال والسلع والأسباب في الأعمال الخيرية ذات الفائدة للمحتاجين.
للمساهمة في الأعمال الخيرية المتعددة الجوانب فوائد كثيرة بالنسبة للفرد المساهم أو الشركة المساهمة ومنها على سبيل المثال السمعة الطيبة والصورة الذهنية للأفراد والشركات. بالطبع الصورة الذهنية للشركات ترفع مستوى وقبول منتجاتها وخدماتها لدى الزبائن ما يزيد المبيعات والأرباح والمكانة السوقية بين المنافسين في أسواق السلع والخدمات. كذلك تعم السعادة بين الذين يتلقون الدعم المالي من الأفراد والشركات وتتحسن الظروف الصحية، كذلك يشعر المساهم بالسعادة في تحسين مستوى الحياة لكل من الأفراد وأصحاب الشركات وتزيد الروابط بينهم وبين المتلقين للدعم المالي. يعتقد بعض الباحثين أن المساهمة المالية للشركات في المسؤولية المجتمعية الخيرية تحسن العلاقة بين الموظفين والزبائن وبالتالي تزيد في الكفاءة الإنتاجية والرضا الوظيفي.
سعادة المساهمين في الأعمال الخيرية تخفف من الضغوط النفسية عليهم وعلى كل من له علاقة بالمساهمة الفردية أو الجماعية في الأعمال الخيرية في الشركات ما يزيد من الصحة الجسدية والنفسية وكذلك الروابط المجتمعية بين جميع الأطراف. تكمن القيمة المضافة للمسؤولية المجتمعية في تحسين الميزة التنافسية والمساعدة على الممارسة الفاعلة في تكوين الميزة التنافسية المستدامة للشركات إذا لبت احتياجات المجتمع في الوقت المناسب بالخدمات والمنتجات المناسبة وفي المكان المناسب والوقت المناسب.
نقلا عن اليوم