الأيتام.. دمج وتمكين بالمجتمع

05/04/2023 1
محمد العنقري

تولي المملكة اهتماماً كبيراً بالمواطنين في كافة المجالات التي توفر لهم الحياة الكريمة وتفتح لهم آفاق المستقبل وكان للتنمية الاجتماعية دائماً النصيب الأكبر من الاهتمام من حيث الأنظمة وتخصيص الميزانيات التي تدعم تحقيق الأهداف السامية للحماية الاجتماعية ومن بين أهم الأولويات فيها قطاع «رعاية الأيتام» الذي كان من الأكثر تحولاً ضمن رؤية المملكة 2030 وحيث إنه يقع تحت مسؤولية وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية فقد قامت باطلاق العديد من المبادرات وذلك لتطوير العمل الاجتماعي.

فأول الاهتمامات من قبل الوزارة هو دمج الأيتام بالمجتمع ليكونوا أعضاء فاعلين حيث يتم تأهيلهم وتوفير فرص التعليم والتأهيل لهم ليحصلوا على المؤهلات التي تفتح لهم المجال لدخول سوق العمل بتنافسية عالية لتمكينهم مادياً واقتصادياً وجعلهم أفرادا منتجين حيث حقق الكثير منهم نجاحات مبهرة وحصلوا على أعلى الشهادات العلمية وتمكنوا من شق طريقهم للنجاح بيسر عبر مبادرات وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بما في ذلك دعم دور المسؤولية الاجتماعية من قبل القطاع الخاص في توفير فرص التعليم العالي لهم مما وفر لهم فرص عمل جعلتهم مشاركين بالتنمية لا أن يبقوا تحت دائرة الرعوية فهم طاقات بشرية مهمة وتم الاستثمار بها لتكون جزءا من رأس المال البشري العامل بالاقتصاد الوطني، فقد أطلقت الوزارة عدة مبادرات لتحقيق أفضل خدمات الرعاية الاجتماعية للأيتام كالنموذج الموحد لدور ومؤسسات رعاية الأيتام وفق أفضل الممارسات العالمية،

ويضاف لذلك وضع استراتيجية لكفالة الأيتام ذوي الظروف الخاصة لتقديم الرعاية من قبل الأسر الكافلة عملت على وضع خطط وإجراءات ونظم ثابتة مع متابعة وضوابط دقيقة بعد احتضانهم، كما لم يغب عن الوزارة أهمية تأهيل وتدريب الأسر الكافلة على رعاية الأيتام ليتم استيعابهم بيسر وبتقديم كافة طرق الدعم لكي يكون لتلك الأسر دور فعال برعاية الأيتام دون أي عوائق معنوية أو نظمية، يضاف لذلك عدة مسارات لرعاية الأيتام مثل برنامج الأسر الصديقة حيث يستوعب من لم تسنح لهم الفرصة لاحتضانهم بحيث تكون الرعاية المقدمة لهم من تلك الأسر جزئية حيث يتم استصافتهم بمناسبات معينة أو لفترات محددة مما يسهم بتواصل مستمر للأيتام مع المجتمع ليكونوا قادرين على الاندماج به عند رغبتهم بالاستقلال بعد أن يكونوا قد مكنوا تأهيلياً واقتصادياً كما يوجد طرق أخرى للرعاية مثل إدارة الرعاية الايوائية التي تهدف «لتهيئة الاستقرار الأسري السليم للأطفال المشمولين بالرعاية الإيوائية داخل دور الحضانة ودور التربية الاجتماعية ومؤسسات التربية النموذجية» بالإضافة إلى دور الحضانة الاجتماعية وهي مؤسسات اجتماعية تابعة لوكالة الشؤون الاجتماعية، وتهدف إلى تقديم الرعاية الشاملة للأطفال الصغار من الأيتام يضاف لذلك الدعم المالي لإنجاح برامج كفالة الأيتام من قبل الأسر الحاصنة، كما تم إطلاق مبادرات عدة كتقديم الدعم المادي للأيتام لمرة واحدة للزواج حتى يتمكنوا من بناء أسرهم بيسر وسهولة بالإضافة للتمكين الاقتصادي بداية من التأهيل الى دعم توظيفهم وكذلك تمويل إنشاء مشاريعهم الخاصة.

دور الوزارة في دعم الأيتام واسع ويعكس توجهات الدولة بالاهتمام بهذه الفئة العزيزة على المجتمع بالإضافة لإشراك القطاع غير الربحي بتقديم خدمات لرعاية الأيتام ليكون المجتمع أكثر تكافلاً وتكاتفاً في العمل الخيري والمسؤولية الاجتماعية، بالإضافة لإدخال خدمة الأيتام تحت برنامج العمل التطوعي حيث تطرح الفرص التطوعية في المنصة الوطنية للتطوع للاختصاصيين في الطب النفسي والاستشارات الأسرية وغيرها من التخصصات التي تحتاجها هذه الفئة من المجتمع فما يقدم لهم لكل ما يحتاجونه بحياتهم لتعويضهم عما فقدوه أسرياً

ولتكون الفرص متاحة لهم للنجاح وتحقيق طموحاتهم وأمنياتهم.

 

 

نقلا عن الجزيرة