صانع الثروات

فهد عامر الأحمدي

تابعني على تويتر

12

دعني أطرح عليك أربعة أسئلة بسيطة: أولا، ماذا يعمل الطبيب؟ ثانيا، ماذا يعمل المحامي؟ ثالثا، ماذا يعمل المعلم؟ رابعا ماذا يعمل المستثمر ورجل الأعمال؟ ولماذا خطر في بالك "المال" حين أجبت عن السؤال الأخير؟

لأن جمع المال هو فعلا وظيفة التاجر والمستثمر ورجل الأعمال، لكن معظمنا يتجاهل طواعية هذه الحقيقة المهمة!، فحين تكون صناعة المال مهنتك وتخصصك وأول اهتماماتك، تصبح فرصتك في الثراء كبيرة وشبه مؤكدة.. أما حين يتراجع جمع المال إلى "ثاني وثالث ورابع اهتماماتك"، فمن الطبيعي أن تتراجع فرصتك في الثراء خلف "ثاني وثالث ورابع اهتماماتك" التي قد تكون رائعة ومحترمة، لكنها لا تدر دخلا كبيرا، الدراسات تثبت أن 96 في المائة من الأثرياء ظهروا من قطاع الأعمال الخاصة والمشاريع المستقلة، وأن الذين يعملون في البنوك والقطاعات المالية هم الأقرب لبناء الثروة واصطياد الفرص الكبيرة، وفي المقابل، تأمل حال الطلاب في الجامعات، واسأل نفسك، لماذا يريد الأول أن يصبح طبيبا، والثاني محاميا، والثالث معلما. مجرد انتسابهم لهذه التخصصات يعني أن هدفهم الأول ليس الثراء ومنافسة الأثرياء، بل الحصول على تخصص يعشقونه ويريدون مزاولته لاحقا. هدفهم الأول هو الأمان الوظيفي وحب التخصص ذاته، وليس جمع المال وتحقيق ثروة ضخمة.

إن كنت تعشق تخصصك فعلا، لا يسعني سوى احترام قرارك، لكن إن كان هدفك الأمان الوظيفي فأنصحك بمراجعة نفسك لأن "الأمان الوظيفي" شرك خطير وحجة واهية يتبناها العاجزون عن إيجاد وظائفهم بأنفسهم. صحيح أن رجل الأعمال قد يفلس لفترة مؤقتة، لكن الموظف يعاني شح المال وخفة المحفظة طوال حياته، المهنة التي لا يتحدث عنها أحد هي، التخصص في جمع المال وبناء الثروة. السر الذي لا يتحدث عنه أحد، "لكن الأثرياء يربون أبناءهم عليه" هو أن هناك وظيفة بدوام كامل تدعى "جامع أموال" ننطقها تأدبا "رجل أعمال"، معظم الناس لا يصبحون أثرياء، ليس لأنهم أغبياء أو غير متعلمين، بل لأن صنع الثروة "والاستقلال المالي" لم يتحول لديهم بكل بساطة إلى حرفة ووظيفة وأولوية مهنية. الجميع يتمنى أن يصبح ثريا "بما في ذلك سائقكم الخاص"، لكن على أرض الواقع، لا أحد يفعل شيئا أو حتى يعرف كيف يفعل ذلك.

هل أختصر لك المقال في 15 كلمة فقط!؟

البشر يكسبون رزقهم بآلاف الطرق، من بينها مهنة لا يتصور البسطاء وجودها تدعى "صانع ثروات".

نقلا عن الاقتصادية