* مالك العقار يستخدمه لغرض شخصي "للسكن مثلا"
* أو مستثمر، يملك أصولا عقارية تـقـدم إيجارات ودخلا مستقرا.
* أو وسيط يعمل على أساس الربح والعمولة دون امتلاك العقار ذاته.
فالمالك، يجمع رأسمال يكفي لامتلاك عـقاره الشخصي دون تحقيق أرباح أو تدفقات نقدية إضافية، بل على العكس قـد يتحمل قروضا طويلة لشراء منزله الخاص، أما المستثمر، فرجل تجاوز هـذه المرحلة، ويستثمر أمواله في امتلاك العقارات المدرة للأرباح ولا يمانع في شراء أرض بعيدة بنية بيعها بعد عشرة أو 20 عاما، أما الوسيط، فهو بعكس الرجلين السابقين، لا يملك بالضرورة عقارات أو رأسمال ضخما، لكنه يملك خبرة ومعرفة ومهارة في البيع والشراء وتصيد الفرص ويزاول عمله على مدى أقصر بكثير. رغم احتمال أن تصبح كل هؤلاء معا، من المهم أن تعرف نفسك، ومستوى قدراتك، ومدى تفرغك للعمل في هذا المجال. اسـأل نفسك أي مجال يناسب ميولك، وتحت أي خانة تجد نفسك؟ هل يناسبك مثلا العمل كوسيط ينشد الربح السريع، أم مستثمر لا يمانع في الانتظار الطويل، أم ترغب فقط في شراء منزل العمر وأرض لأبنائك؟
ولا تحتاج لمن يخبرك بأن العقارات مثل جميع الاستثمارات معرضة للصعود والهبوط "وانفجار الفقاعة"، لكنها أفضل من الجميع من حيث المحافظة على أسعارها على متوسط طويل ـ خصوصا أن عمرها نفسـه طويل. فالمباني الخرسانية مثلا يمكنها العيش لأكثر من 150 عاما، في حين يمكن للأراضي الخام أن تبقى على حالها إلى الأبد. وحاجة البشر إلى المساكن لم تتوقف منذ وجدوا على سطح الأرض، ولن تتوقف مستقبلا بسبب تزايدهم المستمر ـ خصوصا في الدول العربية والنامية. فعدد سكان السعودية مثلا ارتفع من "7.009.466" نسمة عام 1974 إلى "32.175.224" في 2023، وعـدد سكان مصر ارتفع من "37.708.144" نسمة 1974 إلى "105.334.404" في 2023، وفي مدينة الرياض "التي تشهد حاليا طفرة كبيرة في الأسعار" ارتفع عدد السكان من 800 ألف نسمة عام 1974، إلى 8.591.748 هذه الأيام ـ ويتوقع أن يرتفع إلى 15 مليون نسمة مستقبلا بفضل مشاريع الرؤية والهجرة من المدن الأخرى.
وبناء عليه، لا أتوقع شخصيا حدوث فقاعة عقارية قريبة أو دائمة. وفي حال كنت مخطئا، لا يلغي ذلك حقيقة أن عمر العقارات أطول بكثير من عـمر الإنسان، وأسوأ ما قد يحدث هو أن تتركه لأبنائك متجاوزا أي ركود أو تراجع في الأسعار.
نقلا عن الاقتصادية