يوجد فوق كوكب الأرض تسعة ملايين "نوع حي"، الإنسان واحد منها فقط. من بين هذه "التسعة ملايين" سبعة ملايين نبات، والباقي حيوانات.
أكثرها تنوعا الخنافس، "حيث يوجد منها 300 ألف نوع"، وأكثرها عددا النمل "عشرة آلاف تريليون"، أما عدد الجراثيم والميكروبات فلا يمكن إحصاؤها فعلا، لكون ما يعيش منها فوق وسادتك فقط يفوق شعوب العالم مجتمعة ـ ولاحظ أن هذا هو المعروف فقط، الأمر الذي يجعلني أتساءل عما يتبقى من كائنات مجهولة أو غير مصنفة علميا.
أما الأكثر غرابة فهو احتمال وجود مخلوقات لا يمكننا رؤيتها ولا تستطيع حواسنا رصدها أصلا ـ وبالتالي لا نعرف أنها موجودة معنا على كوكب الأرض.. وربما داخل الغرفة نفسها.
لا يجب أن تدهشك هذه المعلومة إن كنت تؤمن بوجود الأشباح أو عيش الجان في كل مكان. لا يجب أن تستبعد هذا الاحتمال، لكون الإنسان لم يكن يعرف بوجود الميكروبات إلا حين اخترع المجهر قبل 400 عام، "رغم أن عدد الموجود منها في أمعائك يفوق مجمل الحياة على كوكب الأرض"!
في كل تراث عند كل شعب توجد مخلوقات نادرة غير معروف أصلها ومكانها. فأين هي مثلا العنقاء والتنين والجساسة، "التي وردت في حديث تميم الداري"، وأين هو الحوت الذي كان الناس يرون أشجار النخيل تنمو فوق ظهره في المحيط الهندي وورد في قصص البحارة القدماء.
الإنسان بطبيعته مخلوق بري، "ومع أفضل التقنيات مخلوق برمائي"، وبالتالي ما زالت البحار التي تغطي ثلثي الكوكب تشكل بالنسبة إليه لغزا بحجم المحيطات. أنا شخصيا أشاهد كثيرا قناة "ناشيونال جيوجرافيك"، و"بلانيت أنيمل"، وأصادف ادعاءات البحارة والمستكشفين بمشاهدتهم مخلوقات غريبة أو يعتقد أنها انقرضت أصلا. سكان اسكتلندا مثلا لا يزالون يؤمنون بوجود مخلوق بحري ضخم "من فصيلة الديناصورات" يعيش في بحيرة لوخ نس. والصيادون في جنوب غرب النرويج يؤمنون بوجود حيوان غريب يستوطن مضيق سيلجورد يطلقون عليه "سيلما". وحين استوطن البيض غرب كندا لم يصدقوا ادعاءات الإسكيمو بوجود وحش طويل الرقبة يدعى كادرسس حتى التقطت له صور واضحة في ستينيات القرن الماضي!
كل هذه الادعاءات، وإن لم يتأكد معظمها، تشي بوجود مخلوقات أخرى لا نعلم عنها شيئا. مخلوقات إما انقرضت وإما ما زالت مجهولة أو نعجز عن رؤيتها ورصدها بحواسنا العادية وتقنياتنا الحالية.
وسواء اليوم، أو غدا، أو حتى بعـد ألف عام، سنظل في حالة تساؤل عن المعنيين بقوله تعالى، {ويخلق ما لا تعلمون}.
نقلا عن الاقتصادية