إدارة المخاطر والقيمة

31/07/2022 0
هادي عبد الواحد آل سيف

تعمل جميع المنظمات اليوم في بيئة محاطة بعدم التيقن/التأكد الاقتصادي Economic uncertainty، وتخضع للعديد من المؤثرات الداخلية والخارجية، مما يعرضها للإرباك والمخاطر وبالتالي التأثير بشكل مباشر في القدرة على إدارة الأهداف. وفي ظل التغيرات المتسارعة وغير المسبوقة الجارية في الثقافة Culture والتكنلوجيا Technologyوالأعمال والأطر التنظيمية Regulatory frameworks والتشريعية، يتعين على المنظمات أن تتجنب بشكل استباقي Proactively الإفراط في الالتزام Overcommitting الذي يقيدها وأن تكوّن المحفزات اللازمة للتغيير، ومن الأمور الهامة في هذا الشأن يتعلق بإلهام الأفراد العاملين في المنظمة كونهم المحفزات لإحداث وتحقيق الإمكانيات الجديدة، وهم أعظم الأصول في بيئة العمل، ويعتمد نجاح المنظمة على من يقف ورائها من الأفراد. حيث تتركز الكثير من الاستثمارات نحو النمو الاقتصادي ونمو الأعمال لضمان وجود ازدهار ومسار متصاعد للاقتصاد والأعمال، ومع ذلك، هناك مخاطر كبيرة تتعلق بالجوانب الداخلية في المنظمات وهي نوعية الأفراد العاملين فيها.

قبل التطرق لموضوع خلق/إنشاء القيمة، لنطرح السؤال التالي، وهو كيف تساعد إدارة المخاطر المنظمات على النجاح؟ في تقرير المسح العالمي لشركة ديلويت Deloitte’s global survey report عام 2017م بعنوان " Taking aim at value: Avoid overconfidence and look again at risk "، تم إجراء استقصاء "مسح" لأكثر من 300 شخص من كبار أصحاب المصلحة Senior stakeholders للحصول على رأي ووجهة نظر خارجية لدور وظيفة إدارة المخاطر Risk management function. لقد أظهر غالبية المشاركين الثقة في إستراتيجيات إدارة المخاطر لديهم. ومع ذلك، ينص ثلاثة من أصل خمسة على أن مسؤول "قائد" إدارة المخاطر Risk management leader بحاجة إلى بذل المزيد من الوقت والجهد في أداء الدور الاستراتيجي. ومن المثير للاهتمام في التقرير، أن 10% فقط من المنظمات لديها مسؤول "قائد" لإدارة المخاطر يقدم تقاريره إلى مجلس الإدارة، وهذا يدل على أنه بالرغم من أن معدل الثقة مرتفع، إلا أن الجوانب الاستراتيجية للمخاطر غير كافية.

والآن لنحاول الإجابة، لنقول بأن إدارة المخاطر تمكن المنظمة من اتخاذ قرارات أفضل، أو بشكل أكثر تحديداً المساعدة في تحسين عملية اتخاذ القرار وخصوصاً تلك القرارات ذات الطابع

الإستراتيجي، كذلك تساعد في التخطيط الإستراتيجي، ونزولاً إلى قيادة المشاريع الكبيرة، وإلى اتخاذ القرارات التي تتسم أنها قرارات إستراتيجية وذلك في حال توفر المعلومات الموثقة والحديثة عن المخاطر المحتملة (السلبية والإيجابية) منها وفي التوقيت الملائم، مما يتيح إدارة ذكية للمخاطر Risk-intelligent management، كل ذلك يساعد في اتخاذ القرارات بشكل أكثر جودة. وإلى أداء إيجابي ومستدام، وسرعة استجابة سواء للمخاطر المحتملة أو لتقليل الآثار السلبية للأحداث أو لاغتنام الفرص.

لنطرح أيضاً السؤال التالي: كيف يتم خلق القيمة من خلال المخاطر؟ إن فهم كيفية خلق القيمة وتدميرها والدور الذي تلعبه المخاطر في هذه العملية هو المفتاح لعمليات الأعمال الناجحة. تتمثل إحدى طرق الوصول إلى هذا الفهم في تطوير وتنفيذ إطار عمل framework يتسم بأنه عملي practical وذلك لإدارة القيمة والمخاطر بشكل منهجي ومنظم بحيث يمكن للمنظمة الاستفادة بشكل أفضل من طرق زيادة القيمة value لأصحاب المصلحة stakeholders، هذا ومن الخطوات الأساسية في عملية إدارة القيمة والمخاطر، ما يلي:

1-تأسيس (وضع) السياق Establish context من خلال تحديد (تعريف) موجهات القيمة الرئيسة key value drivers (كيف يتم خلق الثروة).

2-تحديد المقاييس Identify metrics (طرق لتحديد وقياس ومراقبة موجهات القيمة الرئيسية).

3-إجراء اختبارات الإجهاد stress tests أو المحاكاة simulations للمقاييس الرئيسة المحددة مسبقاً.

4-تحديد وتقييم المخاطر النوعية qualitative risks المتعلقة بموجهات القيمة.

5-الإستجابة Respond للمخاطر (معالجة treat، تحويل "نقل" transfer، إنهاء terminate أو التحمل tolerate).

6-الإبلاغ عن نتائج أداء موجهات القيمة الرئيسة وإدارة المخاطر (على سبيل المثال، قبول الشركة للمخاطر/ نزعة الشركة للمخاطر/شهية الشركة للمخاطر" risk appetite والتعرض للمخاطر risk exposure لكل المخاطر المحددة).

 

خاص_الفابيتا