أولت حكومة المملكة العربية السعودية اهتماما كبيرا بفئة المعاقين بمختلف إعاقاتهم , وسعت بمختلف الوسائل الى مساعدتهم وتوفير الحياة الكريمة لهم , ومن مظاهر الاهتمام بهذه الفئة الغالية على سبيل المثال لا الحصر , توفير التعليم المتخصص لهم , وإعطائهم الحوافز والمكافآت لمواصلة تعليمهم , وتشجيع القطاع الخاص على استقطابهم في الأعمال المناسبة لهم بإعطائهم الأولوية في التوظيف, كما أن هناك انظمة تسهل لهم المراجعة في القطاع العام والخاص , وتخصيص مواقف خاصة بهم أمام المرافق العامة والخاصة , الى غير ذلك من الأنظمة والمبادرات التي تعنى بهذه الفئة الغالية على قلوبنا جميعا.
ومع ذلك هناك الكثير من الشركات العامة والخاصة لم تعط هذه الفئة الاهتمام الذي يستحقونه ويحتاجون اليه , مكتفين بما تم الزامهم به من الجانب الحكومي , وخلت خططهم من المبادرات والبرامج الموجهة تجاه فئة المعاقين , والاهتمام بهم انطلاقا من واجبهم الديني والوطني والانساني , وتناغما مع المبادرات الحكومية التي عنيت بفئة المعاقين , ووجهت لهم اهتماما وعناية خاصة مراعاة لظروفهم وأحوالهم غير الطبيعية.
قبل فترة من الزمن اتصل بي أحد المواطنين الذي طالب من الاعلام نقل مشكلة ذوي الاعاقة , وما يعانونه خصوصا مع الشركات الخدمية الكبرى التي تمس حياتهم بشكل يومي , وفي مقدمة هذه الشركات شركات الاتصالات والكهرباء , حيث لا يفرقون بين فواتير ذوي الاحتياجات الخاصة وغيرهم , مع العلم أن المعاق غالبا غير موظف , أو موظف براتب متدني , ومن المعروف للجميع ارتفاع درجات الحرارة في معظم مناطق المملكة وبالتالي هناك حاجة ماسة إلى تشغيل المكيفات مما ينتج عنه ارتفاع فواتير الكهرباء بشكل كبير , والذي يؤثر على ميزانية المعاق الشهرية بشكل حاد , لاسيما ان كان متزوج ورب أسرة , كما أن المعاق في أمس الحاجة الى خدمات شركات الاتصالات ولا سيما الانترنت , فقد يكون هذا المعاق يمارس عمله عن بعد , ولا بد في هذه الحالة من توفر شبكة الانترنت بشكل جيد من أحد مزودي الخدمة وهم شركات الاتصالات , وقد يكون للمعاق نشاطه الخاص على الانترنت لتحسين وضعه المادي , وتمضية وقت فراغه بشكل أفضل , وفي أقل الأحوال فالمعاق يمضي وقتا أطول من غيره على الانترنت , إما للفائدة أو حتى للترفيه وتمضية الوقت نظرا لظروف اعاقته التي تمنعه من الخروج بشكل طبيعي ودون مشقة كما هو حال غير المعاقين.
إن أهم ما يعاني منه المعاقون ويشكون منها هو ارتفاع فواتير الكهرباء والاتصالات , ولهذا فإننا نطالب باسم هذه الفئة من الشركات المعنية تخفيض العبء عن كاهلهم , بوضع خصم مناسب على فواتيرهم كمبادرة تعزز اهتمام هذه الشركات بهذه الفئة الغالية , تقديرا لأوضاعهم المادية , في اطار الالتزام الديني والاخلاقي والانساني والقانوني تجاه المجتمع , مما يرفع نسبة الرضا بين مختلف شرائح المجتمع تجاه ما يقدمونه من خدمات تمس حياة المواطن والمقيم , وهذا كله يأتي انطلاقا من المسؤولية المجتمعية لهذه الشركات تجاه مجتمعهم , لا سيما الفئات الأضعف في المجتمع.
خاص_الفابيتا
اجزم ان شركات الخدمات العامة كهرباء, ماء, اتصالات, توريد قود وغيرها لا تستطيع بدون موافقة المساهمين من اعطاء أي خصومات لذوي الاعاقة ناهيك عن امكانية تحديد اعداد ذوي الاحتياجات الخاصة المنفردين بسكن خاص لتقديم الخدمة (عدا عن الطيران والنقل الجماعي كونه بالامكان تحديدهم) لكن من البديهي ان جميع الشركات تعطيهم اولوية بالخدمة والوقوف مثل غيرهم حسب التعليمات الرسمية.