ذكر أحد المتداولين الافراد في السوق السعودي أنه لم يكتتب منذ اكثر من 3 سنوات في شركة يتم طرحها للاكتتاب , وذلك لعدم جدوى الاكتتاب بالنسبة له كفرد , ومن خلال ما ينشره الكثير من المتداولين عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن الاكتتابات يلاحظ أن هناك عزوفا عن الاكتتابات من الافراد المتداولين رغم كثرتها , ويعزى ذلك الى سببين مهمين , اولاهما ضعف التخصيص للأفراد حيث لا يخصص لهما الا الفتات من اسهم كثير من الشركات المطروحة للاكتتاب (10% للأفراد و 90% للمؤسسات والصناديق والفئات المؤهلة) , وثانيهما أن بعض الشركات لا تلبث أن تعود الى سعر أقل من سعر الاكتتاب , وقد شوهد العديد من الشركات تتداول تحت سعر اكتتابها بعد فترة من ادراجها في السوق السعودي مما يولد شعور بالإحباط من المكتتبين.
فبالنسبة للسبب الأول وهو ضعف التخصيص وعدم جدواه استثماريا للمكتتب فواقع ملاحظ في الكثير من الشركات , فعندما يتم تخصيص بضعة اسهم للفرد أو حتى 20 سهما أو اكثر قليلا على سبيل المثال فإن الجدوى للمكتتب الفرد تكون متدنية جدا حتى ولو تضاعف سعر الشركة بعد ادراجها في السوق نتيجة قلة عدد الاسهم التي تم تخصيصها له , لاسيما ان الفرد ينتظر اكثر من شهر حتى يتم ادراج الشركة في السوق , وبالتالي يرى المتداول أن الشراء المباشر من الاسهم في السوق والمضاربة فيها تحقق له عائد اعلى بكثير من العائد المتحصل من الاكتتابات.
اما السبب الثاني لهذا العزوف عن الاكتتاب فيعود الى أن بعض هذه الشركات التي تم الاكتتاب فيها لا تلبث أن تعود الى سعر اقل من سعر الاكتتاب مما يسبب للمكتتب الخسارة بعد طول انتظار وأمل في تحقيق عائد مجدي من جراء اكتتابه في هذه الشركات , ولتراجع اسعار هذه الشركات اسباب متنوعة فقد يكون السبب في ذلك التقييم العالي والمبالغ فيه للاكتتاب , وقد يكون وضع السوق أو القطاع الذي تنتمي اليه الشركة في حالة تراجع وركود ,وبالتالي يتراجع سعر الشركة تأثرا بوضع السوق أو وضع القطاع.
قد يقول قائل ان الاقبال من الافراد لا زال عاليا على الاكتتابات , لكن أرى أن اغلب من يكتتب من الافراد هم من المتداولين غير النشطين في السوق او ربما فئات جديدة من المواطنين يدخلون السوق عن طريق الاكتتاب ثم يتحول كثير منهم الى متداولين نشطين في السوق , او قد يكتفون بالاكتتاب , وتكون حدود علاقتهم بالسوق عند اعلان الاكتتاب في شركة جديدة , وبيعها عن طريق الوسائل التقنية للبنك المكتتب من خلاله.
ولهذا فإننا نرى لعودة الافراد للاكتتابات أن ترفع نسبة الافراد من حصة التخصيص بحيث لا تقل عن 50% وكلما ارتفعت النسبة كانت افضل , لاسيما انهم يدفعون قيمة الاكتتاب مباشرة , وبسيولة حقيقة ,كما ان اتخاذ خطوات لجذب المكتتبين الافراد يشجع ثقافة الادخار لدى المواطنين , ويرفع من قيمة السيولة في السوق السعودي.
اما بالنسبة لمعالجة تراجع اسعار الشركات المكتتبة بعد ادراجها في السوق , فيجب بداية اختيار الشركات القوية من النواحي المالية المختلفة , اضافة الى طرحها بأسعار مغرية تقل عن مكرر الربحية للسوق , ومكرر الربحية للقطاع الذي ستنظم له الشركة عند الادراج.
خاص_الفابيتا
ماشاء الله لقد حددت الموضوع والمشكلة واسبابها والحلول ولماذا يكتتب بعض الافراد مع تدني عدد الاسهم المخصصة
اتفق مع الكاتب في رفع نسبة إكتتاب الافراد، ولكنني أختلف معه في أسباب الاكتتاب التي تخفى عليه لبعده عن سوق الاسهم وعدم سئواله للمخضرمين بالسوق، فأغلب من يكتتب حتى مع تدني الكميات المخصصة هو مستثمر طويل المدى يريد ان تظهر هذه الاسهم (حتى مع قلتها) في محفظته وذلك للاستفادة من فرص التجميع في السهم كلما سنحت له الفرصة، ومن يفكر في هذا الاسلوب قهو لا يود البيع ابداً وانما الاستثمار المستقبلي فقط وهم نسبة لا بأس بها في جميع الاسواق وليس السوق المحلي فقط
حتى تعود أهمية الاكتتابات يعطى المواطنين 70% والباقي للشركات